سياسةوطني

المغرب يحافظ على موقفه من الصراع الروسي الأوكراني

حكيمة أحاجو //
تتوجه أنظار العالم باهتمام وتركيز كبيرين إلى منابر الحوار والنقاشات في أروقة مقر الأمم المتحدة بنيويورك بشأن سبل إعادة الاستقرار للوضع الدولي، وتجنب الأسوأ إن استمر الوضع على ما هو عليه أو تفاقم، لاسيما في ظل توسع دائرة الصعوبات الاقتصادية والتحديات الأمنية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي هذا الإطار، قررت المملكة المغربية الوفاء من جديد لخطها الدبلوماسي المتوازن والتوافقي وعدم الانحياز الاستراتيجي في القضايا الدولية المعقدة، فلم تشارك في عملية التصويت أثناء استئناف أشغال الدورة الحادية عشرة الطارئة بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث طالبت روسيا باعتماد تصويت سري، بينما دعت الدول الغربية إلى اعتماد الممارسة المتبعة بالتصويت العلني على مشروع قرار يدين الاستفتاءات الروسية لضم عدة أقاليم أوكرانية، وهي لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون.
وفي تصريح لـ “رسالة الأمة”، أكد الحسن أشهبار، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، أن الموقف المغربي بعدم المشاركة في التصويت في أشغال الدورة الحادية عشرة الطارئة بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، بالجمعية العامة للأمم المتحدة، موقف متوقع لأنه يتوافق مع الإستراتيجية التي يدبر بها المغرب دبلوماسيا الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار إلى أنه بالإضافة كذلك إلى الدول التي تدور في فلك كل دولة على حدة، فالمغرب يؤكد حرصه على الحياد، وأن يكون صوته مسموعا عند الجانبين، وأن لا يظهر منحازا إلى طرف على حساب الآخر، مما سيمكنه من لعب دور مهم في إيجاد بعض المفاتيح التي بإمكانها حلحلة هذه الأزمة.
وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن الموقف المغربي ينم عن ذكاء دبلوماسي لحرصه على عدم تأثير موقفه في مواقف دول روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا في قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن المصالح العليا للمملكة هي التي أنتجت هذا الموقف المتزن والرزين، والذي لا يمكن أن يفاجئ أي متتبع للخيط الناظم الذي أصبحت تسير وفقه الدبلوماسية المغربية.
يشار إلى أن الدول الغربية كانت قد نقلت المواجهة الدبلوماسية مع روسيا، في الملف الأوكراني، مجددا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعدما أفشلت روسيا، الأسبوع الماضي، تبني مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدين ضمها أربع مناطق أوكرانية، بعدما استخدمت حق “الفيتو” لعدم تبني مشروع القرار الأميركي – الألباني الذي صوتت لصالحه عشر دول، وامتنعت أربع دول عن التصويت عليه وهي الصين والغابون والهند والبرازيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق