مصطفى قسيوي
رسم تقريرإعلامي لصحيفة نيويورك “تايمز”الأمريكية، صورة قاتمة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية بالجزائر، في ظل “سياسة التصدي” التي تنهجها الطبقة العسكرية الحاكمة في وجه العالم والتغيرات التي تطرأ على المستوى الدولي.
وذكر التقريرالذي أعده مراسل الصحيفة “روجر كوهين ” من مدينة وهران ،أن الجزائر بلد يحاول منع التأثيرات الخارجية والتغيير الممكن، ومحو بعض من تاريخ البلاد ، مبرزا أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الجزائر، محبط ،حيث يعاني أغلب الجزائريين من خيبة أمل كبيرة في بلاد لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل لها .
ووصف كاتب التقرير الذي مكث بوهران لمدة يومين ،بأن النظام السياسي العسكري في الجزائر، نظام “متحجر”، لا يقيم أي اهتمام كبير لقطاعات مثل السياحة والاستثمارات الأجنبية ،كما أن علاقاته التجارية مع الجيران تبقى ضعيفة، ونفس الأمر بالنسبة للمسارح ودور السينما والمكتبات، مما يعطي الانطباع على أن الجزائر بلد يقوم على الشك بالأجانب ،كما أنه لا يزال في حالة حرب ،في حين أن الأموال الطائلة من احتياطات الغاز الطبيعي وتدفق النفط تذهب لطبقة أصحاب المصالح أو “الأوليغارش” من الطبقة الحاكمة الذين يحولون العائدات المالية من قطاعي الغاز والنفط إلى شراء أملاك وعقارات في فرنسا، بينما لا يستفيد الشعب من شيء، مضيفا ” أن الشعب تعلم أن يتجاهل ما يحدث حوله ،حيث إنه بالرغم من الاستثناء الذي شكله الحراك الشعبي في السنوات الماضية وأطاح بنظام عبد العزيز بوتفليقة ،إلا أن الانتخابات أعادت وجها سياسيا ينتمي للنظام القديم، ألا وهو عبد المجيد تبون، ليعود بالنظام الجزائري إلى جمود النظام السابق.
وفي هذا السياق،أشار تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى إن هذه الأوضاع في البلاد، لم تترك أي أمل للشباب، وبالتالي، فإن نسبة كبيرة منهم ترغب في الهجرة إلى الخارج، وقد أعرب عدد منهم لمراسل الجريدة في وهران، عن رغبتهم ترك الجزائر نحو أوروبا بحثا عن غد أفضل، في ظل الغموض الذي يلف مستقبلهم في بلدهم.
كما فضح التقرير السياسة الأمنية القمعية التي ينهجها النظام العسكري الحاكم ، حيث أشار الصحافي الأمريكي الذي أعد التقرير إلى أن رحلته للعودة من وهران إلى الجزائر العاصمة مرت على 6 نقط تفتيش للشرطة، وقد تم السماح له بالعبور بعد عدة مفاوضات بسبب زجاج سيارته الأسود الذي يبقى غير قانوني داخل الجزائر، لأن الشرطة الجزائرية حسب تعبيره ” تريد أن ترى لا أن تُرى “..