
مصطفى قسيوي
من المنتظر أن تعقد روسيا الفيدرالية والمغرب، خلال الأسابيع المقبلة، لجنة عليا مشتركة قصد تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات ديبلوماسية واقتصادية لم تؤثر فيها ظروف الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة.
وذكرت قناة روسيا اليوم، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اتفق مع نظيره الروسي “سيرغي لافروف” على هامش أشغال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بعد مناقشة تفاصيل الموضوع، حيث تطرق الجانبان إلى مجموعة من القضايا، من بينها الاستعدادات لعقد دورة منتظمة للجنة الروسية المغربية الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني.
وجدد الوزيران، حسب المصدر الإعلامي المذكور، التأكيد على سعيهما المتبادل للحفاظ على الحوار السياسي حول القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
يذكر أن روسيا الفيدرالية والمغرب تجمعهما علاقات ديبلوماسية واقتصادية متميزة ساهمت فيها حكومة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي اختار الانفتاح على جميع شركائه الاستراتيجيين، ومن بينهم روسيا التي أكدت بدورها على أهمية ودور المغرب كشريك موثوق وعبرت عن ذلك مؤخرا من خلال تعيين “فلاديمير بايباكوف”، سفيرا مفوضا فوق العادة لدى المملكة المغربية وهو التعيين الذي اعتبره مراقبون تقاربا جديدا بين الدولتين سيما أنه جاء كإجراء “تأديبي” في حق السفير السابق لموسكو بالرباط بعد إدلائه بتصريحات اعتبرتها روسيا لا تليق بمقام المغرب الذي ظل وفيا لعلاقات الشراكة والصداقة التي تجمعه بها، خصوصا بعد القرار الذي عبرت عنه المملكة بالأمم المتحدة خلال التصويت على فرض عقوبات على روسيا، حيث لم يتم الانحياز لأي طرف بترك حيز التصويت فارغا، أعقبه بلاغ للخارجية أكد أن موقف المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا، وأن المملكة تجدد تشبثها القوي باحترام الوحدة الترابية والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
كما تجمع بين البلدين علاقات اقتصادية وتجارية متطورة، جعلت المغرب، رغم ظروف الحرب، يحافظ على مكانته كثالث أكبر شريك تجاري لروسيا في إفريقيا، حسب ما أكده الممثل التجاري بالسفارة الروسية بالرباط، “ارتيوم تسينغامزغفريشفيلي”، الذي سبق أن قال في تصريح لوكالة “تاس” الروسية، إن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا ارتفعت بنسبة 50 في المائة خلال الفترة ما بين يناير وفبراير 2022، فيما سجلت الصادرات الروسية نحو المغرب نموا بنسبة 53 في المائة شهري يناير فبراير خاصة منتجات اللحوم والأمونيا والفحم والمنتجات شبه المصنعة.
وتوقع المسؤول الروسي، أن يرتفع الطلب على الحبوب الروسية بسبب ضعف الموسم الفلاحي الحالي بالمغرب، مشيرا إلى أن شحنات الحبوب الروسية للمملكة بلغت 75 مليون دولار سنة 2017، و103 ملايين دولار سنة 2018، و102 مليون دولار سنة 2019، و94 مليون دولار سنة 2020، ثم 49 مليون دولار سنة 2021.