تشديد الحماية على أميرة هولندية بسبب تهديدات مافيا “ملائكة الموت”
رشيد عبود /
كشفت مصادر صحفية هولندية، نهاية الأسبوع المنصرم، عن تشديد الحماية والإجراءات الأمنية على وريثة عرش المملكة الهولندية الأميرة أماليا، ورئيس الوزراء مارك روته، وسط مخاوف من قيام جماعة إجرامية منظمة يقودها زعيم منظمة ملائكة الموت المغربي “رضوان التاغي” من السجن، بمهاجمة أو اختطاف أحدهما.
وأكدت المصادر ذاتها، إن إشارات جديدة تثير شكوك السلطات الهولندية حول استهداف الأميرة أماليا، التي انتقلت مؤخراً للسكن في الحي الجامعي التابع لإحدى جامعات أمستردام، الأمر الذي دفعها إلى العودة إلى قصر “Huis ten Bosch” رفقة والديها.
وجاء ذلك، بعد اكتشاف مراسلات عبارة عن آيات قرآنية بين التاغي الذي يحاكم في هولندا بعدة تهم مرتبطة بنشاطه الإجرامي في تهريب المخدرات والقتل، و”محمد.ب” ، يرجّح أنها رسائل مشفّرة بينهما تخطّط لعمليات اختطاف أو اغتيال، وهو ما أكده أيضاً أوليس إليان، عضو البرلمان الهولندي في تغريدة له على “تويتر”.
وقال إليان، إن تلك الرسائل بين السجينين اللذين صارا مقربين ويقضيان حكمين بالمؤبد، يكاد يكون من المستحيل تفسير محتواها وقصدها، واصفاً الأمر بالخطير للغاية، ويجب إيقافه على الفور، حيث قرّرت السلطات القضائية الهولندية بعد ذلك نقل السجين “محمد.ب”.
وتشير المعطيات التي نشرت شهر شتنبر 2021، إلى أن هذه التهديدات ليست جديدة، إذ سبق للسلطات الأمنية الهولندية أن شدّدت الحراسة على مجموعة من الشخصيات العمومية، من بينها رئيس الوزراء ومحامون وقضاة وصحافيون، بعد مقتل صحافي تحقيقات هولندي، حيث أن المافيا المغربية التي توصف أمنيا بكونها مجموعة إجرامية عنيفة جدا، تتواجد في هولندا وبلجيكا، وهي أصل تصفيات واغتيالات عديدة، وبانها مسؤولة عن مقتل محام بأمستردام سنة 2019، كان متخصصا في الجريمة المنظمة وشبكات التهريب الدولي للمخدرات، علما أن دفاع “نبيل.ب”، الذي قدم معلومات مهمة للشرطة حول زعيم المافيا المغربية ”رضوان تاغي“، مقابل تخفيض مدة محكوميته.
من جهتها، وصفت محامية التاغي ”إنيز فيسكي“ إتهام موكلها بأنه كان لديه مخطط لاستهداف الأميرة أماليا ورئيس الوزراء مارك روته، بأنها “معلومات خاطئة ولا أساس لها من الصحة” ، مشككة في ذات الوقت في التقارير التي تشير إلى ذلك.
وكانت شرطة إمارة دبي، في الإمارات، قد تمكنت في دجنبر 2019، من إلقاء القبض على “رضوان التاغي” ، من أصول مغريبة، البالغ من العمر 41 سنة، رئيس ما يعرف بمنظمة ”ملائكة الموت“، وأحد أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة عالميًا والمُدرجة على قوائم ”الإنتربول“.
وصدرت في حق “التاغي” عدة مذكرات توقيف دولية سنة 2018، بتهمة الانتماء لمنظمات إجرامية خطيرة، بعد أن دخل إلى الإمارات منتحلًا هوية شخص آخر.
وكان المدعي العام للأراضي المنخفضة، قد أكد صلة “التاغي” بخمس عمليات اغتيال متسلسلة، معلناً أنه يدير شبكة دولية منظمة للقتل والجريمة العابرة للحدود والقارات.
كما يُعتقد أن رضوان التاغي، هو المسؤول الرئيسي عن الهجوم على مقهى ”لاكريم“ بمراكش، الذي وقع شهر نونبر 2017، وكان الدافع وراءه تصفية حسابات بين شبكات ترويج المخدرات على الصعيد الدولي.