تسمم الدم.. حملة للمواجهة
حليمة المزروعي /
تحت شعار “يدا في يد لأجل القضاء على تسمم الدم”، وتزامنا مع إحياء اليوم العالمي لداء تسمم الدم الذي يصادف 13 شتنبر، تم إطلاق حملة تحسيسية توعوية من طرف الجمعية الفرنسية لتسمم الدم، التي تضم في عضويتها عائلات لمرضى ومهنيين في الصحة.
وتقوم الحملة على تحسيس عموم السكان ومهنيي الصحة حول داء تسمم الدم، وتحفيز التفكير وإثارة النقاش مع السلطات المعنية والشركاء في قطاع الصحة حول أفضل الطرق للوقاية من هذا المرض الذي يهدد الحياة، ومقاومته باعتباره مشكلة صحة عمومية على الصعيد العالمي.
وكشفت الجمعية المذكورة، أن داء تسمم الدم ينتج عن استجابة مناعية مفرطة لعدوى خطيرة، حيث في الأحوال العادية، يقاوم الجهاز المناعي العدوى والأمراض، إلا أنه، أحيانا، ولأسباب تظل غير معروفة، يهاجم الجهاز المناعي أعضاء وأنسجة الجسم، وهو ما يجعل من هذه العدوى، بشكل عام، سببا قويا وراء استشفاء المرضى وحدوث الوفيات نتيجة داء يهدد الصحة بشكل متزايد على الصعيد العالمي.
وتبقى الحالات المحتمل إصابتها بالمرض، إلى جانب المسنين، تنذر بمضاعفة عددها خلال الخمسين عاما المقبلة، لا سيما في سياق وجود عامل مقاومة المضادات الميكروبية، حسب الجمعية، مبرزة أن مهنيي الصحة بالمغرب كما في بعض الدول، يفتقدون إلى المعرفة بالداء، باستثناء المتخصصين المنخرطين بشكل فعلي في مجال التكفل بمرضى تسمم الدم.
وترتكز الحملة على إنتاج سلسلة من الفيديوهات التربوية باللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية، من إنجاز أطباء من تخصصات مختلفة، ينخرطون في عملية التكفل الطبي متعدد التخصصات بمرضى الداء، (الإنعاش والتخدير، الأمراض التعفنية، أمراض الجهاز العصبي وطب الأطفال وتخصصات أخرى)، مع نشر هذه الفيديوهات، على نطاق واسع، في مواقع التواصل الاجتماعي. هذا، موازاة مع إجراء مجموعة من الحوارات والمشاركة في برامج متخصصة في الصحة، على أثير الإذاعات أو على شاشات التلفاز، لأجل نشر التوعية والتحسيس بمرض تسمم الدم، مع تحضير أشرطة “فيديو” ذات محتوى علمي، مصممة من طرف خبراء دوليين في مجال تسمم الدم، بالنسبة لمهنيي الصحة، وعقد ندوة علمية عن بعد، يوم 3 أكتوبر المقبل، من تأطير خبراء مغاربة ودوليين.
ويسعى برنامج الجمعية لإنقاذ حياة العديد من أرواح المرضى عبر تنمية المعارف بالمرض لدى عموم الناس وتحسيس مهنيي الصحة بالدور الحاسم للتشخيص السريع، أو ما يصطلح عليه بالساعات الذهبية في عملية التكفل الطبي المناسب بتسمم الدم.
ويعد تسمم الدم أول سبب للوفيات التي يمكن تفاديها في العالم، وينتج عن اضطراب في النظام المناعي الذي بدلا من العمل على محاربة العدوى بالتعفنات، يعمل على تخريب أعضاء وأنسجة جسمنا، ما يتسبب في فشل وظيفي لعدد من الأعضاء الحيوية في الجسم والتعرض لصدمة تعفن الدم، مخلفا وفاة 11 مليون شخص سنويا عبر العالم، أي وفاة واحدة في كل 2,8 ثواني وإصابة 50 مليون شخص بتسمم الدم عبر العالم، ووفاة قرابة 700 ألف شخص في أوروبا، ووفاة 57 ألف شخص في فرنسا، وفاة قرابة (2) مليوني شخص في إفريقيا.