مجتمع

تصريحات بايتاس حول انتحار طبيب ابن رشد تغضب زملاءه

حكيمة أحاجو /
أغضبت تصريحات مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، حول نتائج تحقيق داخلي قامت به وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في قضية انتحار ياسين رشيد الطبيب بالمركز الاستشفائي ابن رشد، زملاءه من الأطباء المقيمين والداخليين، وكذا طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.
وفي هذا الصدد، استنكرت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، في بلاغ ما اعتبرته “تناقضا غريبا وغير مفهوم، حملته تصريحات الناطق باسم الحكومة خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي المنصرم، حول ملف الطبيب الراحل”.
وطالب الأطباء المقيمون، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بتوضيح دواعي تصريحه، مؤكدين أن حديثه عن نتائج التحقيق الذي لم ينته، سهو منه أو تناقض، خاصة وأن التحقيق الداخلي لا زالت أطواره سارية ولا زالت اللجنة المكلفة به تستمع لمجموعة من المتدخلين في الملف، في انتظار تمحيص المعطيات التي تم جمعها وتنقيحها، وصياغة تقريرها النهائي الذي يحمل خلاصات التحقيق فقط.
وذكر المصدر ذاته، أن اللجنة التي أوفدتها المفتشية العامة لا زالت تستمع لعدة أطراف على علاقة بالملف، منها جمعية الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي ابن رشد، وكذا زملاء الضحية بمصلحة المسالك البولية بنفس المستشفى.
وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، أنها تتابع بقلق شديد ما يتم نشره بخصوص قضية وفاة الدكتور ياسين رشيد، طبيب مقيم بمصلحة جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، وما تواتر من شهادات متعددة تؤكد ما كان يتعرض له، من جميع أشكال الظلم والتنكيل بشكل ممنهج من طرف أحد الأساتذة، وأن اضطراره للتدريب خارج أرض الوطن كان سبيلا للابتعاد عن تلك الضغوطات والإهانات اليومية، والتي لا تمت للتكوين الطبي بأية صلة، ولا تتماشى مع الضوابط البيداغوجية والإنسانية الواجب اعتمادها في جميع مراحل الدراسات الطبية والجراحية.
وأوضحت اللجنتان في بلاغ مشترك، أن الممارسات السالفة لا تزال حاضرة ومتفشية في بعض المصالح الاستشفائية التابعة للمراكز الجامعية، بعموم التراب الوطني، مما “يجعل هذه الأخيرة غائبة وبعيدة كل البعد عن الدور المنوط بها في تكوين أطباء الغد، ضاربة عرض الحائط كل النظريات البيداغوجية الحديثة التي تجعل من الطالب محور هذه المنظومة”، على حد تعبيرها.
وعبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، عن استنكارها لما أسمته بالصمت الرهيب الذي تنهجه الجهات الوصية في الكشف عن نتائج التحقيق وملابسات هذا الحادث المأساوي، كما جددت تضامنها مع عائلة وأصدقاء الدكتور ياسين رشيد، واستعدادها التام للدعم المادي والمعنوي الكافيين إلى حين إحقاق الحق.
وحذر المصدر ذاته من بعض “الممارسات الترهيبية والاستفزازية التي يعيشها الطلبة الأطباء والأطباء الداخليين والمقيمين بمقرات عملهم وتكوينهم، خصوصا بعد هذه الواقعة الأليمة”، مشيرا إلى أن الأطباء المقيمين يرفضون “الأساليب التحقيرية والتمييزية الممنهجة، التي تؤدي عند البعض إلى مضاعفات نفسية وجسدية حادة وخطيرة”.
وطالب الأطباء المقيمون وطلبة الطب بتوفير الظروف اللازمة لضمان بيئة مهنية سليمة لتكوين وعمل الطلبة والأطباء، انطلاقا من معايير بيداغوجية وتقييمات دورية وموضوعية على مستوى التكوين والتدريب.
يشار إلى أن مصطفى بايتاس، كان قد كشف أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أجرت بحثا داخليا حول حادث انتحار طبيب بقسم المسالك البولية بمستشفى ابن رشد، وخلص إلى أن الطبيب الراحل نجح في كل تداريبه وحصل على نقط جيدة، وشارك في الفترة ما بين 10 يناير 2022 إلى 10 يونيو 2022 في 27 عملية جراحية؛ من بينها خمس عمليات أنجزت في شهر يونيو. كما قام بالحراسة في مصلحة المستعجلات، وتوصل بالتعويضات مثله مثل باقي زملائه.
وكشف المسؤول الحكومي، أن الأستاذ الذي اتهم أنه كان السبب وراء انتحار الدكتور ياسين رشيد، ملفه ليست فيه شوائب، مشيرا إلى أن الحكومة عازمة على “إصلاح المنظومة الصحية في شموليتها، ومن ضمنها ظروف عمل الأطباء الداخليين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق