دورية وزارية للمحامين والموثقين والعدول لمحاربة تبييض الأموال
حليمة المزروعي //
وجهت وزارة العدل دورية إلى هيئات المحامين بالمغرب، والمجلس الوطني للموثقين، والهيئة الوطنية للعدول، لمواجهة تبييض الأموال، مطالبة بالمساهمة في العديد من الإجراءات التي توقف التجاوزات.
وتنص الدورية على تحديد هوية الزبائن بجميع الأصناف، بما يشمل الآمرين بتنفيذ العملية لفائدة الغير، أو الأشخاص الذين يتصرفون لفائدة الزبائن بناء على توكيل، حيث طالبت بأداء هذا الأمر استنادا إلى الوثائق الرسمية، واطلاع المهنيين على اسم المستفيد وعنوانه ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني، ومركز ورقم التسجيل والسجل التجاري، وفي حالة عدم الاستطاعة تتوقف عملية التعامل مباشرة.
وفي حالة حصول أي اشتباه في وجود خروقات، تضيف الدورية، على المعني إخبار الهيئة، ملزما إياه بضرورة معرفة الأعمال والغرض منها، والحصول عند الاقتضاء على معلومات إضافية تتعلق بها، مع ضرورة التأكد من كون العمليات التي ينجزها الزبائن مطابقة لما يعرف عنهم وأنشطتهم والمخاطر التي يمثلونها، ومن مصدر الأموال ووجهتها، والامتناع عن فتح حسابات مصرفية مجهولة أو بأسماء صورية أو إقامة علاقات مع مؤسسات مالية صورية.
وشددت الدورية على إيلاء عناية خاصة لعلاقات الأعمال والعمليات التي ينجزها أو يستفيد منها أشخاص ينتمون إلى دول تمثل مخاطر مرتفعة في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب، أو السياسيون المعرضون للمخاطر، منبهة إلى ضرورة مراقبة الأعمال والعمليات التي تنجز من طرف أشخاص غير مقيمين أو لحساباتهم، والعمليات المنجزة من طرف السياسيين، والمقصود بهم أي مغربي أو أجنبي يتقلد منصبا عموميا أو سياسيا من درجة عالية بالمغرب، أو يشغل منصبا هاما بمنظمة دولية، كما أن العملية تشمل الفروع والأصول والأزواج.
واستنادا إلى مضامين الدورية المذكورة، فإنه على المعنيين الاحتفاظ بالوثائق المتعلقة بالعمليات المنجزة لمدة عشر سنوات، لاسيما المتعلقة بإجراءات العناية وهوية الزبائن، ابتداء من تاريخ نهاية التعامل، موضحة أن في حالة الاشتباه في المتعامل يجب إشعار الهيئة بكل تغيير بالنسبة للمراسل، ثم جمع وتكوين ملف خاص بكل تصريح بالاشتباه، مع ضرورة وضع نظام فعال لتقييم المخاطر، ثم القيام بصفة منتظمة بمراجعة داخلية وتحيين السياسات والإجراءات المعتمدة.
وتسند مهمة مراقبة التزام المحامين والموثقين والعدول بهذه المقتضيات إلى النقباء ورؤساء المجالس الجهوية، حسب الحالة، كما يمكن القيام بزيارات ميدانية لمكاتب الأشخاص الخاضعة، بتنسيق مع رؤساء الهيئات، وعند اكتشاف أي خروقات يتم إطلاع المعني بها كتابة، ويتعين عليه فور التوصل تقديم أجوبة وتوضيحات داخل آجال وشروط، مع التدابير التصحيحية التي يعتزم اتخاذها، وعند التوصل بها واستمرارها ترسل إليه مجددا طلبات الاستدراك، أما في حالة عدم تغير الوضع فتطبق ضده عقوبات مالية.
وتقوم وزارة العدل بإجراء عملية مراقبة من أجل احترام كافة الالتزامات، وتتحقق من ملاءمة المنظومات الداخلية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المعتمدة من قبل الأشخاص الخاضعين، وتتأكد من تطبيقها، من خلال استمارة إلكترونية.