مصطفى قسيوي //
كشف الصحفي الجزائري، هشام عبود، عن وجود مساعٍ ديبلوماسية تقودها المملكة العربية السعودية لسحب تنظيم القمة العربية المقبلة من الجزائر وتنظيمها بمصر الشقيقة.
وقال عبود في شريط مصور نشره على قناته الخاصة بـ”اليوتوب”، إن مصادر مقربة من مراكز القرار بالرياض أكدت أن المملكة العربية السعودية قررت سحب تنظيم القمة العربية من الجزائر ونقلها للقاهرة بمصر، وذلك بعد مساعي قادتها منذ مدة.
وأوضح الصحافي الجزائري، الذي سبق له أن عمل بالجيش الجزائري، أن قرار المملكة العربية السعودية جاء بعد تعنت الجزائر في محاولة فرض قضايا من جانب واحد ترفضها الدول الأعضاء بالجامعة العربية، من قبيل إرجاع سوريا إلى الجامعة، والتنسيق مع إيران، ومحاولة البحث عن عضوية لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، بالإضافة إلى العداء الذي تبديه للمغرب.
كما ربط عبود حيثيات اتخاذ هذا القرار بإلغاء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي كان من المقرر أن يقوم بها للجزائر أواخر شهر يوليوز الماضي، وهو ما أشارت إليه قبل أيام جريدة “المغرب إنتليجنس” الناطقة بالفرنسية، والتي تحدثت عن “توترات جديدة في العلاقة بين الجزائر والمملكة العربية السعودية بسبب المغرب”، مشيرة إلى إلغاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل مفاجئ لزيارته للجزائر في نهاية يوليوز الماضي.
وذكرت الجريدة ذاتها، أن ولي العهد السعودي فضل مقاطعة النظام الجزائري، للدلالة على خلافه العميق مع تصرفات القادة الجزائريين في المنطقة، كما أن السعودية تعتزم “الاحتجاج بقوة على الطابع العدواني للنظام الجزائري، الذي يرفض كل مقترحات الوساطة السعودية في العلاقات مع المغرب بعد العداء الجزائري المتواصل”.
ونقل المصدر الإعلامي المذكور، نقلا عن مصادر مقربة من سفارة المملكة العربية السعودية في الجزائر قولها، إن السعودية “لا تتردد في التلويح بسلاح المقاطعة للقمة العربية المقبلة في الجزائر المقرر عقدها في الأول والثاني من شهر نونبر المقبل، كما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الممكن أن يقوم بإرسال ممثلا من الدرجة الثانية للتعبير عن غضبه فيما يتعلق بالجزائر، وبالتالي تعزيز التضامن السعودي مع المغرب، حيث أكدت مصادر الجريدة، أن “الخلاف الرئيسي بين الجزائر والرياض، هو رغبة النظام الجزائري في عدم دعوة الملك محمد السادس إلى الجزائر خلال قمة جامعة الدول العربية”.
يذكر أن الجزائر فشلت في عقد الدورة الـ 31 من قمة الدول العربية في شهر مارس الماضي، ليتم تأجيلها إلى شهر نونبر المقبل، وهو الموعد الذي يبدو أن الجزائر ستخلفه مرة ثانية بعد التطورات الأخيرة، سيما أن المملكة العربية السعودية هددت بقرار الانسحاب قبل قيادتها، إلى جانب باقي دول الخليج العربي الغاضبة من تنسيق الجزائر مع إيران وابتزاز المغرب بقضية الصحراء، لمساعي نقل القمة إلى دولة مصر الشقيقة.