قياديون سابقون بـ”البوليساريو” يثورون ضد النظام الجزائري
عبرت حركة تضم صحراويين مضطهدين في مخيمات الذل والعار، عن امتعاضها من قرارات وسياسات مزاجية، فاقت خمسين سنة، صادرة عن النظام الجزائري وقيادة الجبهة الانفصالية.
وعددت حركة “صحراويون من أجل السلام” أوجه تدخل النظام الجزائري في شؤون الصحراويين، التي ستقود- حسب وصف الحركة- إلى “الانتحار الجماعي”.
وكشفت الحركة، أن آخر هذه التدخلات صدرت عن وسائل الإعلام الصحفية القريبة من مراكز القرار في الجزائر، حيث ردت بعنف غير متوقع على اجتماع الحوار الصحراوي الذي ستعقده حركة “صحراويون من أجل السلام” في لاس بالماس بجزر الكناري، والذي سيحضره مسؤولون بارزون وأكاديميون وممثلو المجتمع المدني الصحراوي، وشيوخ القبائل، ومجموعة من أبناء وأحفاد الجمعية الصحراوية.
وشددت حركة “صحراويون من أجل السلام” على أنه لا ينبغي أن تتفاجأ السلطات الجزائرية بأن البوليساريو، وبعد خمسين عاما من الأخطاء والتجاوزات كحزب واحد، تثور ضد قيادتها أصوات ناقدة وتيارات معارضة داعية إلى تغييرات داخلية وتصحيح الاستراتيجيات الخاطئة التي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الانتحار الجماعي.
وأوضح المصدر ذاته، أن “الجزائر التي كانت مسرحا لتغييرات نموذجية لصالح التعددية الحزبية، لا يمكنها أن تتجاهل ولا ينبغي لها أن تتستر على أوجه القصور في التسيير والانتهاكات غير المبررة التي ارتكبتها قيادة البوليساريو، مشيرة إلى أنه “بدلا من ابتكار الحجج والروايات لتلك القيادة المنغمسة في صراعات داخلية من أجل السلطة والامتيازات، ينبغي للسلطات الجزائرية أن تولي مزيدا من الاهتمام لصرخات الألم لذلك الجزء الصغير من الصحراويين في تيندوف، الذين يظهرون يوميا استياءهم من قساوة الحياة، وعدم المساواة والمصير المجهول الذي تقودهم إليه قيادة البوليساريو الهرمة”.
وعن اجتماع الحوار الصحراوي، الذي ستعقده حركة “صحراويون من أجل السلام” في لاس بالماس بجزر الكناري، اعتبرت الأخيرة أن حشر أجهزة استخبارات دول أخرى في حوار صحراوي حر ومفتوح في مكان محايد، حيث يمكن أن ينتقل إليه أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلون الشعب الصحراوي بأكمله، هو تدخل مؤسف يدعو إلى التشكيك في استقلالية القرار والنضج السياسي لتلك الحركة التي تحميها، بالإضافة إلى الإضرار بمكانة الجزائر الديمقراطية وسلطتها الأخلاقية والمعنوية لجزائر القرن الحادي والعشرين أمام الأغلبية الساحقة من الصحراويين الذين لم يعودوا يؤمنون بالبوليساريو.
وفي الذكرى الأولى لإعلان تأسيس حركة “صحراويون من أجل السلام” التي صادفت الثاني والعشرين من أبريل 2022، أكدت الحركة أن عددا من مؤسسي البوليساريو، خلصوا “إلى حتمية فشل مشروع التجربة السياسية السابقة، والتي قادت أهل الصحراء منذ أكثر من خمسة وأربعين سنة بفكر أحادي وطيش سياسي لم يفض إلا إلى انسداد الأفق والتعنت السلبي، مما أدى إلى سقوطه، بحكم الأخطاء التاريخية والممارسات غير اللائقة”.