دوليسياسةمجتمع

أحداث غزة والانتخابات تؤجلان إحياء ذكرى “اتفاقات أبراهام”

مصطفى قسيوي

أعلنت إسرائيل عن إلغاء قمة الذكرى الثانية لـ “اتفاقيات أبراهام” التي كان مقررا انعقادها الشهر المقبل، بمشاركة المغرب والإمارات والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية، وتعويضها بمؤتمر بعد الانتخابات لم يتم الكشف بعد عن قائمة الدول المدعوة لحضوره.

ويعود سبب إرجاء الاحتفال بهذا الذكرى، وفق جريدة “هاريتس” العبرية، إلى رفض المغرب والإمارات والبحرين المشاركة فيها، تجنبا لاحتمالية اعتبار مشاركتهم تدخلا في الانتخابات الإسرائيلية الجاري التحضير لها، فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن مؤخرا، أن “رد فعل البحرين والإمارات على “اتفاقيات أبراهام” كان سلبيا أكثر منه إيجابيا، حيث أصبحت هذه الاتفاقيات  أيضا مصطلحا لوصف اتفاقيات إسرائيل الأخرى، خاصة مع المغرب والسودان”.

من جانبه، أكد وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، عيساوي فريج، لجريدة “هاريتس” صحة إلغاء هذه القمة بقوله: “للأسف الشديد اضطررنا إلى تأجيل القمة بسبب الانتخابات، ومن أجل عدم إشراك شركائنا في الحملة”، قبل أن يشير بأن مكتبه سيعمل على عقد مؤتمر بعد الانتخابات.

هذا، وكانت إسرائيل تعتزم تنظيم قمة بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع “اتفاقيات أبراهام” بمشاركة البلدان العربية التي وقعت اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع تل أبيب في السنتين الأخيرتين، وهي الإمارات العربية المتحدة والمملكة البحرينية بالإضافة إلى المغرب الذي أعاد استئناف علاقاته مع تل أبيب شهر دجنبر من سنة 2020.

كما ترجع أسباب تأجيل القمة، وفق الجريدة الإسرائيلية التي أوردت الخبر، إلى تزامن موعد انعقادها مع التوتر الأخير الحاصل في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي لا تزال تداعياته مستمرة، خصوصا أن العديد من الدول العربية شجبت هذا العدوان ومنها الدول الموقعة على اتفاقيات التعاون مع إسرائيل، حسب تعبير الجريدة العبرية.

يذكر أن المغرب، وخلال مشاركته في الذكرى الأولى لـ “اتفاقيات أبراهام” جدد التأكيد على تشبث المملكة الراسخ بالسلام والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأدنى، حيث دعا حينها السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى إحلال سلام دائم في الشرق الأدنى، باعتباره “هدفا استراتيجيا” في خدمة الأجيال الحالية والمستقبلية.

وقال هلال، في كلمة ألقاها بمناسبة حفل أقيم في متحف التراث اليهودي في مانهاتن، بمشاركة سفراء ممثلين دائمين لدى الأمم المتحدة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إن “منطقتنا سئمت من الحرب. منطقتنا عانت من كل أنواع التطرف والإرهاب ونبذ الآخرين. منطقتنا بحاجة إلى سلام حقيقي، نحن بحاجة إلى السلام في القلوب والعقول. نحن بحاجة إلى السلام كهدف استراتيجي وكأفق لنا وأيضا لأجيال المستقبل”.

وأضاف هلال إنه “بالنسبة للمملكة المغربية، فإن هذا الاحتفال البهيج هو التزام بتعزيز وتوسيع الروابط التي ترعاها هذه الاتفاقيات التاريخية، وتسريع التحول الإيجابي للمنطقة، وزيادة الاستقرار والأمن والازدهار لنا ولأجيال المستقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق