طنجة.. موسم “الزاوية العجيبية” يتحول إلى ساحة “حرب” بين المريدين

رشيد عبود :
كاد أن يتحول موسم الزاوية العجيبية الدرقاوية الشاذلية، بمدشر الزميج، جماعة ملوسة، بإقليم فحص أنجرة، أمس السبت، إلى ساحة حرب بين أنصار الشيخين الشقيقين، “أحمد بنعجيبة” و”المهدي بنعجيبة” ، بسبب خلافات بينهما حول من الأحق بتنظيم الحفل السنوي للطريقة بالقرب من ضريح مؤسس الزاوية الشيخ أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الذي توفي منذ 225 سنة.
وبالرغم من أن السلطات المحلية، عملت على تنظيم منصتين لإحياء ذكرى وفاة الشيخ المؤسس، ليتسنى لكل طرف الاحتفال مع أتباعه فوق منصة خاصة به، إلا أن الأجواء توترت ووصلت إلى حد التراشق بالحجارة بين المريدين، حيث أحيا اتباع “المهدي” ليلتهم بالزميج، بينما أحيا أنصار “”أحمد” بغدير الدفلة.
وأفادت مصادر محلية متطابقة، أن المجلس العلمي الإقليمي للفحص أنجرة، حاول تنظيم الحفل عبر اتفاق له مع الطرفين المتصارعين، حيث سيقيم الشيخ أحمد بنعجيبة رفقة أنصاره، الجزء الأول من الحفل، فيما الجزء الثاني سيقيمه شقيقه المهدي.
وأضافت المصادر ذاتها أن جميع أطراف الاتفاق لم تحترم بنوده، حيث انتشرت الفوضى وساد التدافع والتراشق الذي كان أن يتسبب في كارثة لولا الألطاف الإلهية.
جدير ذكره، أن مصالح الدرك الملكي بملوسة، كانت قد إستمعت شهر يونيو 2021، لعدد من المريدين من أتباع الزاوية المذكورة، من أجل الضرب والجرح المتبادل داخل مقر الزاوية المعنية التي تحولت الى ما يشبه حلبة للمصارعة الحرة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن تشابكا عنيفا كان قد وقع بعد صلاة الجمعة، 11 يونيو 2021، بين بعض فقراء الزاوية الصوفية، بمقرها، مخلفا عدة إصابات جسدية في صفوفهم، تطلبت نقل بعضهم إلى المستعجلات لتلقي العلاج الضروري.
وعن سبب الواقعة “الفضيحة” ، حسب المصادر ذاتها، فإنه يعود بالاساس، إلى الصراع المحتدم على رئاسة الزاوية بين أبناء شيخها المتوفي مؤخرا، خصوصا بعد تنصيب أحد أبنائه خلفا له، حيث يرى كل واحد من ولديه واتباعها المتناحرين أحقيته بـ”المشيخة”
وكان عدد من المتتبعين للشأن الصوفي بالشمال، قد استغربوا حدوث مثل هذه الصراعات والخلافات بين أبناء الشيخ الراحل حول أحقية رئاسة الزاوية، والتي قد تندر بحدوث انشقاقات في صفوف المريدين والاتباع، خصوصا وأن ثقافة الزوايا والفكر الصوفي يزهد في المناصب والرئاسة.
وتابع المتحدثون قولهم، بأنه كان لزاما على الشيخ المتوفى أن يحسم أمر رئاسة الزاوية قبل مماته بوصية واضحة لا خلاف عليها ولا جدال فيها، إما شفهية أو عبر الشهود، أو كتابة بواسطة العدول لتفادي هكذا مأزق الذي من شأنه أن يضر بواقع ومصالح الزاوية إذا ساءت الامور وتطور الخلاف أكثر، والذي قد يتسبب في الإنقسام والتشتت، الأمر الذي سيفرض حين ذاك، تدخل السلطات المعنية والقائمين عن الشأن الديني والصوفي بالبلاد، لمعالجة الأوضاع بهذه الزاوية العريقة، والتي يبدو أنها أصبحت على حافة الانهيار بسبب تنازع المصالح، تضيف نفس المصادر دائما.