أكثر من ربع المغاربة يؤيدون اتفاق التطبيع مع إسرائيل ومهتمون بمتابعة أخبار اتفاقات “أبراهام”

حميد إعزوزن
كشفت دراسة، أجرتها شبكة “الباروميتر العربي” البحثية المستقلة، أن أكثر من ربع المغاربة يؤيدون اتفاق التطبيع مع إسرائيل، ومهتمون بمتابعة أخبار اتفاقات “أبراهام” المدعومة أمريكيا.
وأفادت الدراسة، التي بنيت على نتائج استطلاع للرأي، بأن 31 من المغاربة قالوا إنهم يؤيدون أو يؤيدون بشدة تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، وهي ثاني أعلى نسبة مسجلة بالمقارنة مع ثماني دول عربية أخرى شملها الاستطلاع، بعد السودان، التي أعرب فيها 39 بالمائة من المشاركين تأييد هذا الاتجاه، بينما لم تتجاوز نسبة الذين أيدوا تطبيع هذه العلاقات 17 بالمائة في لبنان، و14 بالمائة في العراق، و11 بالمائة في تونس، و8 بالمائة في موريتانيا، و7 بالمائة في ليبيا، و6 بالمائة في فلسطين، ونسبة 5 بالمائة في كل من مصر والأردن.
ويفسر موقف المغاربة من التطبيع، وفق ما جاء في الدراسة، التي جاءت تحت عنوان “المنافسة الأمريكية الصينية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بـ”إقرار الولايات المتحدة بسيادة المملكة على الصحراء المغربية بالتزامن مع التطبيع”، وفي حالة السودان، التزمت الولايات المتحدة الأمريكية بإخراجها من قائمة الدول الراعية للإرهاب كجزء من عملية التطبيع. من ثم من الممكن أن تكون شعبية التطبيع النسبية في البلدين، يضيف معدو الدراسة، ناتجة عن تركيز المواطنين على المزايا الاستراتيجية المتحققة من الاتفاق لدولتيهما، لكن بالنظر إلى الرفض العام للتطبيع مع إسرائيل من قبل الأردنيين والمصريين، حيث إن حكومات هاتين البلدين عقدت اتفاقات سلام مع إسرائيل قبل جيل، قد تأفل الآراء المفضلة للسلام مع إسرائيل وتتراجع مع مرور الوقت.
أما بخصوص متابعة أخبار اتفاقات “أبراهام”، فصرح 27 بالمائة من المغاربة، المشاركين في الاستطلاع، الذي أجري ما بيني سنتي 2021 و2022 ضمن أعمال الدورة السابعة من “الباروميتر العربي”، أنهم يتابعون باهتمام بالغ أو لا بأس به هذه الأخبار، بينما تبقى نسبة متابعة أنباء هذه القضية بقدر كبير أو متوسط من الاهتمام لا تتجاوز 21 بالمائة في السودان، و19 بالمائة في ليبيا، و13 بالمائة في موريتانيا، و10 بالمائة في لبنان، و10 بالمائة كذلك في كل من تونس، وفلسطين والأردن، و9 بالمائة في العراق.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنه لا توجد أغلبية من المواطنين في أي من الدول المشمولة بالاستطلاع تفضل التطبيع مع إسرائيل، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة في تقديرات المواطنين بسياسة لا تتمتع بشعبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا الارتباط السلبي يرجح أن يستمر في التأثير سلبا على الصورة العامة للولايات المتحدة الأمريكية في أوساط أغلب دول المنطقة.