أمريكا تكسب رضى المغاربة أكثر من الصين

حميد إعزوزن
تحسنت نظرة المغاربة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، خلال السنتين الماضيتين، ذلك ما أكده استطلاع “المنافسة الأمريكية – الصينية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2021-2022”.
وتوصلت نتائج الاستطلاع، تم إجراؤه من طرف شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة، إلى أن شعبية واشنطن وبكين في المغرب أصبحت تقريبا متساوية، حيث قال 69 بالمائة من المغاربة إنهم راضين عن الولايات المتحدة الأمريكية، و64 بالمائة عبروا عن رضاهم تجاه الصين، وذلك مقارنة بالفترة 2018 2019، والتي كانت فيها هذه النسبة 64 بالمائة إزاء واشنطن و62 بالمائة إزاء بكين.
وأظهر الاستطلاع، أن المغرب كان هو البلد الوحيد الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشعبية أكبر قياسا إلى الصين على مستوى المنطقة، من بين الدول التسع التي شملها الاستطلاع، بينما كانت الصين أعلى شعبية بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية في الدول الأخرى.
بالمقارنة، في أربع فقط من تسع دول مشمولة بالاستطلاع، يحمل النصف أو أكثر فيها آراء إيجابية نحو الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك 57 بالمائة في السودان، ونحو النصف في الأردن (51 بالمائة)، وموريتانيا (50 بالمائة)، إلا أن فلسطين فقط (15 بالمائة) هي التي لدى أقل من ثلث المواطنين فيها آراء إيجابية نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
ويلاحظ أن الشباب هم الأكثر إقبالا بشكل عام على القول بإيجابية آرائهم نحو الولايات المتحدة الأمريكية، مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، حيث صرح 77 بالمائة من المغاربة، الذين تفوق أعمارهم 30 سنة، أنهم راضون أو راضون إلى حد ما عن الولايات المتحدة الأمريكية، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 66 بالمائة بين الفئة العمرية ما بين 18 و29 سنة.
لكن هذه النظرة تغيرت لدى سؤال المشاركين في الاستطلاع عن مسألة توثيق العلاقات الاقتصادية بين بلدهم وهاتين القوتين العالميتين، إذ تبين أن المواطنين في أغلب الدول المشمولة بالاستطلاع أقل إقبالا على القول بأنهم يرغبون في علاقات أقوى مع الصين، إذ قال 42 بالمائة من المغاربة، المستطلعة آراؤهم، إنهم يريدون أن تكون العلاقات الاقتصادية مع واشنطن أقوى، و36 بالمائة فقط من تحذوهم هذه الرغبة بخصوص تقوية العلاقات الاقتصادية الرباط وبكين، كما أنه في أربع دول فقط من تسع دول مشمولة بالاستطلاع، أعرب 50 بالمائة على الأقل عن تفضيل تقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين، حيث الدعم لهذا الرأي أكبر في تونس (63 بالمائة)، والعراق (53 بالمائة)، والأردن وليبيا (50 بالمائة). بينما في العديد من الدول يمثل هذا المستوى تراجعا في النسب منذ إجراء استطلاع الباروميتر العربي في 2018- 2019 على سبيل المثال، الأردنيون والفلسطينيون أقل بواقع 20 نقطة مئوية الآن في تفضيل تقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين، مقارنة بتراجع 14 نقطة مئوية في المغرب والسودان، وتراجع 13 نقطة مئوية في ليبيا، و5 نقط في لبنان.
وتوصلت نتائج الاستطلاع إلى أن الشباب (18- 29 سنة) في المنطقة هم القوة الأساسية وراء الآراء الإيجابية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الشباب في المغرب أكثر إقبالا بواقع 17 نقطة مئوية على القول بتقوية العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والشباب في كل من موريتانيا (+9 نقط)، وتونس (+7 نقط)، وليبيا والعراق والأردن (+5 نقط)، هم الأكثر إقبالا على القول نفسه، مقارنة بالفئة من 30 سنة فما فوق.
ورغم أن تجارة الصين مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفوق مثيلتها الأمريكية، فالمواطنون عبر المنطقة مازالوا لا يعتبرون التوسع الاقتصادي الصيني تهديدا لدولهم، مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، ذلك الثلث أو أقل في كل الدول المشمولة بالاستطلاع قالوا إن القوة الاقتصادية الصينية تمثل تهديدا خطيرا، بما في ذلك 21 بالمائة في المغرب، و20 بالمائة فقط في لبنان.