مجتمع

الرضاعة الطبيعة.. ثلثا أطفال المغرب لم يحصلوا على حليب أمهاتهم

حميد اعزوزن

يحتفل المغرب، وغيره من دول العالم بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية من فاتح إلى 7 غشت من كل سنة، وسط تحذيرات أممية من خطر الموت المحدق بالرضع بسبب عدم تلقيهم لرضاعة طبيعية، وكذا استمرار تعرض الأمهات والحوامل إلى حملات ترويجية من شركات حليب الأطفال.

وتفيد أرقام وإحصائيات أوردها تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، وبرنامج الأغذية العالمي، بأن نسبة انتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال الرضع بالمغرب، الذين تقل أعمارهم عن خمسة أشهر، بلغت 35 بالمائة سنة 2020، مما يعني أن حوالي ثلثي الأطفال المغاربة لم يتم إرضاعهم حليب أمهاتهم، وهي نسبة تعتبر جد منخفضة بالمقارنة مع ما هو مسجل بعدد من دول  منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كموريتانيا (61.3 بالمائة)، والسودان (54.6 بالمائة)، ومصر (39.5 بالمائة)، في حين تعتبر مرتفعة بالمقارنة مع النسبة المسجلة بكل من عمان 23.2 بالمائة، والعراق (25.8 بالمائة)، والأردن (25.4 بالمائة)، وتونس (13.5 بالمائة).

وتشير الإحصائيات ذاتها إلى أن 200 ألف طفل مغربي فقط هم من تلقوا  رضاعة طبيعية خالصة، سنة 2020، خلال الأشهر الخمس الأولى من عمرهم، بينما حصل على هذه الرضاعة 900 ألف طفل بمصر، و700 ألف طفل بالسودان، و300 ألف طفل بالجزائر، وأقل من 100 ألف طفل بتونس، وذلك من أصل 18.2 مليون طفل تلقوا رضاعة طبيعة خالصة بالقارة الإفريقية، بينما تم إرضاع 59.8 مليونا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أشهر رضاعة طبيعية خالصة على المستوى العالمي، خلال السنة الماضية، وذلك مقابل 49.9 مليونا سنة 2012.

ووفق منظمتا “اليونيسف” والصحة العالمية، فإن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية يمكن أن يحول دون وفاة 820 ألف طفل، و20 ألف وفاة إضافية وسط الأمهات متصلة بمرض سرطان الثدي، وأن تقلل من خطر الوزن الزائد والبدانة في وقت لاحق من الحياة بنسبة 26 بالمائة.

وتحتفل دول العالم بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في ظل استمرار التسويق غير الملائم لبدائل حليب الأم، الذي يقوض الجهود المبذولة لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية ومدة الرضاعة الطبيعية، حيث كشفت المنتظمتان الأمميتان، في تقرير حديث لهما بهذا الخصوص، عن تعرض آباء وأمهات حوامل بالمغرب إلى حملات ترويجية من شركات حليب الأطفال تنتهك في معظمها المعايير الدولية المتعلقة بممارسات تغذية الرضع.

وكشف التقرير المذكور، الذي استند إلى استطلاع رأي شمل 8 آلاف 500 من الآباء والأمهات والحوامل و300 عامل في قطاع الصحة في مجموعة المدن في المغرب، وسبع دول أخرى أن 3 بالمائة من الآباء والأمهات الحوامل بالمغرب استهدفتهم شركات الحليب الصناعي بممارسات تسويق مستحضراتها.

وتشمل أساليب التسويق التي تتبعها دوائر الصناعة الاستهداف غير المنظم والكاسح عبر الإنترنت، وشبكات المشورة وخطوط المساعدة التي ترعاها، والعروض الترويجية والهدايا المجانية، والممارسات المتبعة للتأثير على تدريب العاملين الصحيين وتوصياتهم، مشيرا إلى أن الرسائل التي يتلقاها الآباء والأمهات والعاملون في قطاع الصحة، غالبا ما تكون مضللة ولا أساس لها من الصحة علميا، وتنتهك المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الأم، وهي اتفاق تاريخي في مجال الصحة العامة كانت قد أقرته جمعية الصحة العالمية سنة 1981 لحماية الأمهات من ممارسات التسويق الشرسة التي تتبعها دوائر صناعة أطعمة الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق