دوليسياسة

إسبانيا تشرع في هدم مآثر تاريخية بجزيرة “النكور” المحتلة

مصطفى قسيوي

بعدما عمل الجيش الإسباني، شهر أكتوبر من السنة الماضية، على استخراج رفات خمسين جثة مدفونة في مقبرتين بجزيرتي “باديس” و”صخرة الحسيمة”  المحتلتين، والتي تعود لجنود وبحارة إسبان عملوا بالمنطقة خلال فترة الاستعمار الإسباني للأقاليم الجنوبية المغربية، جاء الدور على المآثر التاريخية بجزيرة  “النكور” المحتلة، حيث أعطت وزارة الدفاع الإسبانية الضوء الأخضر لانطلاق عملية هدم “برج الساعة” المتواجد بالمنطقة المحتلة الواقعة بساحل إقليم الحسيمة.

وقالت وسائل إعلام اسبانية، إن الجيش الإسباني اتخذ قرار هدم البرج المذكور، الذي يقع على بعد 700 متر من حدود إقليم الحسيمة، بدعوى وجود “مشاكل أمنية ناجمة عن سوء حالته جراء الرطوبة والتحلل تستدعي هدمه” .

وأضافت المصادر ذاتها، أن “برج الساعة” يعد أحد أكثر المباني التي لها رمزية تاريخية بإسبانيا، لكنها بعد قرار الهدم ستختفي عن الوجود خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد أن صادقت وزارة الدفاع على مشروع يقضي بهدمها وفتحت لأجل ذلك طلبات عروض.

كما كشفت المصادر ذاتها، أن الكنيسة المتواجدة بالجزيرة المحتلة مهددة هي الأخرى بالهدم بسبب تردي بنايتها.

يذكر أن الجيش الإسباني وتنفيذا للقرار الذي تم اتخاذه، من قبل الجنرال  Francisco Javier Varela Salas” “، سبق له أن قام شهر أكتوبر من السنة الماضية، باستخراج رفات خمسين جثة مدفونة في مقبرتين بجزيرتي “باديس” و”صخرة الحسيمة” المحتلتين والخاضعتين للسيادة الإسبانية قرب سواحل الحسيمة، حيث ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن مروحيات تابعة للجيش الإسباني حطت بالجزيرتين المحتلتين، وعملت بمساعدة شركة متخصصة في الجنائز، على استخراج الجثث التي يعود تاريخ دفنها إلى نحو قرن ونصف من الزمن، وتحويلها للدفن في مقبرة مليلية المحتلة، وهي العملية التي كلفت 200 ألف أورو وفق جريدة الـ” أوكي دياريو” الإسبانية، التي أشارت إلى أن إسبانيا قبل هذه العملية الأخيرة سبق لها أن استخرجت من الصحراء المغربية 1800 جثة كانت تعود لمواطنين إسبان توفوا أثناء احتلالها، حيث جرى نقل رفاتهم لإعادة الدفن من جديد في جزر “الكناري” وهو ما كان إيذانا بتمكين المغرب من صحرائه، حيث أثارت عملية نقل رفات الإسبان المدفونين بـ “باديس” و”صخرة الحسيمة”، وفق الجريدة ذاتها، تساؤلات بخصوص استعداد إسبانيا لإرجاع الجزيرتين إلى المغرب، خاصة وأن الجيش الإسباني قام بشيء مماثل قبل انسحابه من الصحراء المغربية سنة 1975، تاريخ خروج المستعمر الإسباني من الأقاليم الجنوبية للمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق