مجتمع

الدار البيضاء.. هذه حقيقة تقليص فترات الاستفادة من الماء الشروب

حكيمة أحاجو //

نفت جماعة الدار البيضاء عزمها قطع الماء الصالح للشرب عن البيضاويين من الساعة الحادية عشرة ليلا إلى الساعة الثامنة صباحا، وتجميد الأنشطة التي تعتمد أساسا على الماء.
وأوضحت الجماعة في بلاغ لها، أن ما تداولته بعض المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص عُقد اجتماع يوم أمس الاثنين 25 يوليوز الجاري، حول التدابير المزمع اتخاذها لمواجهة ندرة المياه، خاصة مسألة قطع الماء الصالح للشرب، أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة.
من جهته، نفى مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والبيئة والماء، في تصريح لموقع “الأمة 24” الخبر، مؤكدا أنه لم يعقد خلال الأيام الأخيرة أي اجتماع في الموضوع، ولم يفهم دواعي ناشري الخبر على الرغم من تأثيره على الرأي العام للساكنة البيضاوية.
وأضاف أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، دعا الولاة والعمال بالإدارة الترابية لمواجهة أزمة الماء التي يمكن أن تعرفها العديد من المناطق، في ظل تراجع حقينة السدود والجفاف الذي شهدته المملكة الناجم عن قلة التساقطات المطرية، إلى جانب تراجع الفرشة المائية، ولهذا تمت مراسلة رؤساء المقاطعات لحثهم على عدم سقي المساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب، وكذا مسؤولي شركات النظافة لعدم غسل الأرصفة بالماء الشروب وتعويضه بماء “العيون الطبيعية التي تم طمر غالبيتها خلال أشغال “الترامواي”.
وفي هذا الصدد، قال أفيلال، إن “أفيردا” ستستعمل مياه عين طبيعية بمنطقة البرنوصي لسقي المساحات الخضراء على امتداد مساحة الطريق السيار، وكذلك شركة “أرما” بمنطقة عين الذئاب.
ومن بين الإجراءات التي اتخذها المجلس الجماعي للبيضاء لمواجهة ندرة الماء، فأكد أفيلال، أن المجلس أطلق طلب عروض للشروع في مشروع كان من الواجب أن يرى النور منذ مدة طويلة، وهو استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء، بحيث سيتم خلق خمس محطات مفرقة لسقي المساحات الخضراء، كما طالبنا الحكومة بتسريع مشروع تحلية مياه البحر، لأنه مشروع مهم بالنسبة لمدينة من حجم البيضاء، وتلقينا جوابا مفاده بأنه تم إطلاق طلب العروض، وأنه في المحطة الأخيرة لاختيار الشركة التي ستنجزه.
وذكر المتحدث ذاته، أن وزارة التجهيز ربطت مدينة الدار البيضاء بسد مولاي عبد الله، مؤكدا أن البيضاويين لديهم ما يكفي من المياه إلى حدود أبريل المقبل، ولن يعانوا من أي نقص في الماء حتى ولو استمر الجفاف للسنة المقبلة. وأضاف “في الاجتماعات الرسمية فوالي البيضاء وبتعليمات من وزير الداخلية وعمدة البيضاء، لم نناقش يوما فكرة قطع الماء عن البيضاويين، لأن مخزون الماء كاف”.
وفي السياق ذاته، عبر أفيلال عن أسفه لعدم تفكير المجالس السابقة في مشكل ندرة الماء في البيضاء، بحيث لم تكن هناك سياسة استباقية لمواجهة هذه الإشكالية عن بُعد، مبرزا أن المجلس الحالي يعقد اجتماعات دورية شهرية ونصف شهرية لأكثر من 3 أشهر، وبحضور جميع المتدخلين من السلطات المحلية ويترأسها الوالي والعمدة وبتعاون وثيق، مع ولاية جهة الدار البيضاء، وليديك، والحوض المائي، والمصالح الخارجية، ومسؤولي وزارة التجهيز والماء والحوض المائي، والمكتب الوطني للماء على المستوى الجهوي، لوضع إستراتيجية للاستخدام الرشيد والمعقلن للموارد المائية، لأن جهة الدار البيضاء- سطات تعتمد في عدة مناطق منها على الماء، لأنها مناطق فلاحية بامتياز.
وذكر الساكنة البيضاوية بضرورة الحفاظ على الماء والإحجام عن ممارسة أي شكل من أشكال التبذير حفاظا على الموارد الحالية من المياه وضمانا للتوزيع العادل لهذه المادة الحيوية.
ويشار إلى أن وزير الداخلية كان قد دعا في دورية له الولاة والعمال، في ظل “الوضعية المائية الصعبة”، والتي تعرفها بلادنا، إلى التقيد بالتدابير التي سبق الإعلان عنها في مذكرة سابقة، وعقد اجتماعات مستعجلة بهدف تنفيذ الإجراءات اللازمة للإدارة الرشيدة للموارد المائية، وضمان إمداد السكان بمياه الشرب.
يذكر أن عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي كانوا قد تناقلوا، خبرا مفاده بأن مجلس مدينة الدار البيضاء، عقد أمس، اجتماعا حول الماء، تم فيه الخروج بعدد من القرارات، والتي ستدخل حيز التنفيذ بداية من الأسبوع المقبل، وتستمر مدة ستة أشهر، منها نقص صبيب المياه الموجه نحو المنازل بـ 50 بالمائة، وقطع صبيب المياه من الساعة الحادية العشرة ليلا حتى التاسعة صباحا، وتجميد المهن والأنشطة التي تعتمد على الماء الصالح للشرب بشكل أساسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق