أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب.. روسيا تنخرط في المشروع عبر أكبر شركة للمعادن
مصطفى قسيوي //
أعلنت الشركة الروسية المتحدة للمعادن (OMK) عن مساهمتها في تمويل مشروع خط أبوب الغاز النيجيري- المغربي، مشيرة في بيان مقتضب لها، إلى أن مشاركتها تقتصر على إمكانية توفير منتجاتها المعدنية لخط الأنابيب الذي سيربط بين إفريقيا وأوروبا.
من جهته، أكد السفير النيجيري في روسيا، عبد الله شيخو، مشاركة الشركة المذكورة في أنبوب الغاز الرابط بين أبوجا والرباط، قائلا في تصريح لوكالة “نوفوستي” الروسية، إن “الشركة الروسية المتحدة أصبحت أحد المستثمرين الرئيسيين في بناء خط أنابيب الغاز (NMGP)، الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، حيث ستشارك في إنجاز المشروع، على اعتبار أنها أضحت من بين المستثمرين الرئيسين لخط الأنابيب المذكور”.
وأضاف السفير النيجيري في حديثه للوكالة الإخبارية الروسية، أن “دخول رأس المال الروسي في تنفيذ المشروع، سيساهم في تسريع وتيرة العمل به، حيث سيستغرق إنجازه قرابة سنة أو أكثر، نظرا لقوة المشروع”.
وكان وزير النفط النيجيري ، تيميبر سيلفا، أكد شهر ماي الماضي، أن نيجيريا والمغرب يعملان على تأمين التمويل لمشروع خط أنابيب يهدف إلى نقل الغاز النيجيري إلى المملكة المغربية، وبعدها إلى الأسواق الأوروبية.
وقال المسؤول النيجيري، إن روسيا أبدت اهتمامها بالاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري- المغربي المطروح منذ 2016، مشيرا إلى أن “مستثمرين روس اجتمعوا به في مكتبه، وعبروا عن رغبتهم بشدة في الاستثمار في هذا المشروع، كما أن هناك العديد من الجهات الأخرى التي ترغب أيضا في الاستثمار في مشروع أنبوب الغاز المغربي- النيجيري العابر لـ 11 دولة إفريقية”.
وأوضح المسؤول النيجيري، أن خط الأنابيب سيكون امتدادا لمنشأة تضخ الغاز من جنوب نيجيريا إلى البنين والطوغو وغانا منذ سنة 2010، مضيفا “نريد أن نوصل نفس خط الأنابيب هذا إلى المغرب، حيث يوجد البلدان حاليا في مرحلة الدراسات، وبالطبع، على مستوى تأمين التمويل لهذا المشروع، حيث عبرت العديد من الجهات عن رغبتها في تمويله”.
وتأتي مساهمة الشركة الروسية المذكورة أياما بعد إعلان الشركة الهندسية الاستشارية الألمانية “ILF Consulting Engineers”، انضمامهما إلى لائحة المستثمرين في المشروع، وتعهدها بتقديم خدمات استشارية لإدارة المشاريع (PMC) للمرحلة الثانية من دراسة التصميم الأولي التفصيلي (FEED) ، وفق ما نشره موقع الطاقة المتخصص، الذي أشار إلى أن الشركة الألمانية المذكورة، ستقوم بدراسة التصميمات الهندسية بتعاون مع شريكتها شركة “DORIS” التي يوجد مقرها في باريس، وذلك بتكليف من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) والمؤسسة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC)، بهدف تقديم الخدمات الاستشارية في مجال تدبير المشاريع للمرحلة الثانية من دراسة التصميم الهندسي للواجهة الأمامية (FEED) للمشروع .
كما أوضح المصدر ذاته، أن المسؤول بشركة ” ILF” الألمانية، أكد أن اختيار شركة ” ILF” للقيام بخدمات الاستشارة في تصميم الواجهة الأمامية لهذا المشروع في مرحلته الثانية بعد المرحلة الأولى التي تم تكليف فيها نفس الشركة هو دليل ثقة من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) والمؤسسة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC).
يذكر أن المسؤولين المغاربة والنيجيريين يبذلون جهودا كبيرة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، محمادو بوخاري، في سبيل إخراج هذا المشروع الاستراتيجي الكبير إلى الوجود، حيث دعا رئيس نيجيريا كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى دعم هذا المشروع من أجل تحقيق الأمن
الطاقي لعدد من بلدان إفريقيا إضافة إلى أوروبا والدول الغربية، فيما وقعت نيجيريا مؤخرا مذكرة تفاهم مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) من أجل بناء خط أنبوب الغاز الذي سيربطها بالمملكة المغربية مرورا عبر 15 بلدا في الغرب الإفريقي.
وكانت انطلاقة المشروع الضخم لأنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، الذي انطلقت دراسة جدواه شهر ماي من سنة 2017، قد أعطيت خلال الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى أبوجا، في دجنبر 2016، وتم توقيع اتفاق خاص به في 10 يونيو 2018، خلال الزيارة التي قام بها للرباط الرئيس النيجيري محمادو بوخاري، وأعلنت عدة جهات حتى الآن عن الانخراط في تمويل هذا المشروع الكبير، مثل البنك الإسلامي للتنمية الذي أبدى موافقته على تمويل مشروع دراسة المرحلة الثانية من التصميم الهندسي المبدئي بغلاف مالي قدره 29.75 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى منظمة “الأوبك”.