مواصلة الجهود للسيطرة على حرائق الشمال لليوم 4 على التوالي
رشيد عبود /
صور عبد الله أسعد /
لليوم الرابع على التوالي، تواصل مختلف فرق التدخل، مكافحة ألسنة النيران ورياح الشرقي القوية وارتفاع درجة الحرارة لاحتواء الحرائق التي اندلعت بغابات وعرة التضاريس بأقاليم العرائش وتطوان ووزان وشفشاون، منذ الأربعاء المنصرم.
فبإقليم العرائش، أكثر الأقاليم تضررا من حرائق الغابات بجهة الشمال، اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل بمنطقة بني يسف آل سريف، وذلك رغم الجهود المتواصلة والتدخلات الميدانية المستمرة لعناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة، بتنسيق من السلطات المحلية، والمدعومة جوا بطائرات “كنادير” و”توربو تراش” المتخصصتين في إخماد النيران.
وساهمت قوة رياح الشرقي التي تفوق في بعض المناطق 20 كلم في الساعة والحرارة المرتفعة بالمنطقة في زيادة سرعة انتشار النيران وانتقالها من نطاق غابوي إلى آخر، ما عقد مهمة فرق التدخل البرية.
وحسب المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، فإن كل المتدخلين، وطنيا ومحليا، لاسيما السلطات ومختلف فرق التدخل تقوم بجهود جبارة جدا، بريا وجويا من أجل احتواء الحريق الواقع بالمجال الترابي للجماعات الترابية سوق القلة وبوجديان وتطفت، إذ أن أزيد من 1200 عنصرا يعملون بريا لاحتواء النيران.
وبلغت المساحة المتضررة من هذا الحريق، الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، حوالي 4600 هكتارا، علما أن الجهود المبذولة، مكنت من تحويطه بحوالي 50 في المائة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت ممكن، حيث تم تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، إلى حد الساعة، بعيدا عن أماكن هذا الحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم ودرء لكل المخاطر الممكنة.
أما الحريق الثاني بإقليم العرائش، الذي اندلع بجماعة ساحل المنزلة، فقد تم تحويطه بنسبة 75٪، رغم الصعوبات المرتبطة بهبوب رياح قوية قد تؤجج الجمر الكامن.
إما حريق غابة “بني إيدر” بإقليم تطوان، فقد أتى على مساحة تصل إلى 220 هكتارا، إذ تواصل فرق التدخل برا وجوا الليل بالنهار، للعمل على إخماد النيران، وقد تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود إطفاء هذا الحريق، إذ تم، منذ الخميس المنصرم، تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة بطائرات “كنادير” تابعة للقوات الجوية الملكية ،وأخرى من نوع “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي، بينما تم أيضا نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم.
هذا التنسيق يمكن من تجويد التدخل الميداني والجوي، ويجري العمل به أيضا من طرف فرق التدخل التي تعمل على إخماد الحريقين اللذين تم الإعلان عنهما بغابة عشاشة بإقليم شفشاون الذي أضر بـ 80 هكتارا، وبغابة جبل “أمزيز” بمقريصات بإقليم وزان الذي أتى على أكثر من 400 هكتار، حيث تبقى أولى الأولويات تتمثل في حماية أراوح الساكنة وعناصر فرق التدخل والحفاظ على ممتلكات المواطنين بتكثيف التدخلات البرية والجوية كلما اقتربت النيران من المنازل، إلى جانب العمل على إخلاء الدواوير المهددة بالنيران.