دوليسياسة

هزيمة ديبلوماسية أخرى للجزائر بالعمق الإفريقي.. فشلت في احتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية رغم الإغراءات المالية

مصطفى قسيوي //

وجهت دول الاتحاد الإفريقي صفعة قوية للجزائر برفضها للإغراءات المالية المقدمة مقابل احتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية، حيث صوتت الدول الإفريقية المشاركة في الدورة الـ41 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المجتمع في لوساكا لصالح جمهورية رواندا التي حاول ممثل الديبلوماسية الجزائرية ثنيها عن دخول المنافسة مقابل دعم رئيس وفدها لشغل منصب المدير العام للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وذلك وفق تقارير إعلامية أكدت أيضا بأن الجزائر قدمت أيضا إغراءات مالية كبيرة قيمتها 200 مليون دولار مع التكلف بمصاريف تسيير الوكالة لمدة سنتين دون أن تفلح في مسعاها.
وفي هذا الإطار، ذكر الموقع الإخباري السنغالي “سينيغو”، أن قرار المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأن يكون مقر الوكالة الإفريقية للأدوية في رواندا، يعتبر بمثابة خيبة أمل وفشل جديد للدبلوماسية الجزائرية، التي مثلها رئيسها رمطان لعمامرة ، مشيرا إلى أن التصويت لصالح كيغالي يترجم، من نواحٍ كثيرة، رفض الدول الإفريقية لموقف الجزائر الذي رفض قبول الحكم الموضوعي لفريق التقييم التابع لمفوضية الاتحاد الإفريقي، إذ بعد عملية تقييم علمي، وضع هذا الفريق رواندا بالفعل على رأس قائمة الترشيحات الإفريقية الثمانية”.
وأضاف المصدر الإعلامي المذكور، أن “التنصل الذي سجلته الجزائر على هذا النحو، رغم أنها راهنت على كل شيء، يؤكد أيضا تراجع قدرتها على التعبئة داخل الاتحاد الإفريقي، حيث أصبح هذا البلد، منعزلا، ولم يعد بإمكانه التأثير على القرار السيادي للبلدان الإفريقية على الرغم من الضغط الذي مارسه داخل ردهات وممرات المجلس التنفيذي في لوساكا، وقبل كل شيء، على الرغم من محاولته تخويف رواندا للتنازل لها عن مركزها الأول في الترتيب، وهي محاولة أثارت استغراب واستياء المشاركين في أشغال هذا المجلس”.
ولاحظ الموقع الإخباري أنه “باستخدام حيل مختلفة، حاولت الجزائر دعم عرضها لاحتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية من خلال وعد بتقديم دعم مالي يبلغ حوالي 200 مليون دولار، بالإضافة إلى تحمل كامل تكاليف تشغيل المقر خلال العامين الأولين. ومع ذلك، فقد تم تجاهل هذا العرض”.
كما أشار الموقع الإخباري السنغالي إلى أن الوزير الجزائري “ذهب إلى حد اقتراحه على الوفد الرواندي دعم الجزائر لمنح رواندا الإدارة العامة للوكالة الإفريقية للأدوية في مقابل انسحابها لصالح الترشيح الجزائري في انتهاك صارخ لمبادئ الديمقراطية والدبلوماسية، إذ أن مثل هذا الابتزاز الواضح يمثل حسب العديد من الديبلوماسيين إهانة لذكاء مندوبي الدول الإفريقية”.
وأكد المصدر ذاته، أن “الحكمة والقيم الديمقراطية، التي تشكل أسس الوحدة الأفريقية، قد انتصرت أخيرا”، مشيرا إلى أن “الجزائر ودبلوماسيتها، بقيادة رئيسها، عانت من فشل آخر، هذه المرة في مواجهة ترشيح من رواندا، الذي يعد إلى حد كبير هو الأفضل علميا، كما أنه يعتبر عمليا وفي وقت قياسي، ومن المرجح أن يعزز التطور المتوقع للسيادة الصحية للقارة الإفريقية”.
وستتولى هذه المنظمة الجديدة التي أطلقها القادة الأفارقة خلال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الإفريقي في 11 فبراير 2019 في أديس أبابا، وصادق عليها المغرب، مسؤولة ضمان توافر الأدوية واللقاحات في القارة الأفريقية، كما سيتعين عليها تعزيز مكافحة الأدوية المزيفة، وكذلك المنتجات الطبية المزيفة أو المنتجات المشكوك فيها أو ذات الجودة الرديئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق