“دافوس” يرسم صورة قاتمة عن وضعية المساواة بين الجنسين في المغرب
حميد اعزوزن //
مازال المغرب يراوح مكانه ضمن قائمة الدول التي لم تتحقق فيها المساواة بين الجنسين، ذلك ما كشف عنه التقرير العالمي لـ”الفجوة بين الجنسين لسنة 2022″، الذي صدر يوم أمس الأربعاء، عن المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، رغم أنه كسب ثماني درجات مقارنة مع المرتبة التي احتلها السنة الماضية ضمن هذا المؤشر، وتبوأ المرتبة 136 عالميا من بين 146 دولة شملها التصنيف.
وجاء احتلال المغرب لهذه المرتبة المتدنية بعد حصوله على نتيجة 0.624 نقطة، وهي نتيجة تؤكد أنه لم يبلغ بعد المساواة بين الجنسين التي تستوجب الحصول على معدل لا يقل عن نقطة كاملة.
ورسم التقرير صورة قاتمة عن وضعية المساواة بين الرجل والمرأة في المغرب في مستويات متعددة، حيث احتل المركز 99 عالميا في مؤشر التمكين السياسي للمرأة بـ 0.145 نقطة، والمركز 139 عالميا في مؤشر المشاركة الاقتصادية والفرص، بـ 0.447 نقطة، والمرتبة 114 عالميا في مؤشر التحصيل العلمي للنساء، بـ 0.945 نقطة، والمركز 131 في مؤشر الصحة والبقاء على قيد الحياة بـ 0.961 نقطة.
وسجل التقرير ذاته، ضعف تمثيلية النساء المغربيات في مؤشر التمكين السياسي للمرأة في المناصب السياسية الهامة، خصوصا في الحكومة والبرلمان، حيث جاء في المرتبة 92 عالميا في مجال مشاركة المرأة في المناصب الوزارية، بمعدل لا يتعدى 0.188 نقطة، حيث لا تتجاوز حصتها داخل الحكومة 15.79 بالمائة، مقارنة مع 84.21 بالمائة للرجال، و82 عالميا فيما يخص تمثيليتها في البرلمان، بمعدل 0.318 نقطة، بحصة تقدر بـ 24.1 بالمائة، مقابل 75.9 بالمائة للرجال.
وتتضمن المؤشرات الثلاث الرئيسية الأخرى، التي استند إليها مؤشر “الفجوة بين الجنسين” لتصنيف الدول، عدة معايير فرعية، من بينها المساواة في الأجور في العمل المماثل بين الرجل والمرأة، حيث صنف المغرب بهذا الخصوص في المرتبة 72 عالميا، بـ 0.656 نقطة، ومشاركة المرأة في القوى العاملة، الذي احتل فيه المرتبة 138 عالميا، بـ 0.334 نقطة.
وأظهر التقرير ذاته، أن المغرب احتل المرتبة التاسعة من حيث سد الفجوة بين الجنسين على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما تصدرت الإمارات العربية المتحدة دول المنطقة، باحتلالها المرتبة 68 عالميا، متبوعة بلبنان، التي حلت في المركز 119 عالميا، ثم تونس (120 عالميا)، والأردن (122 عالميا)، والسعودية (127 عالميا)، ومصر (129 عالميا)، والكويت (30 عالميا)، والجزائر (136 عالميا)، والبحرين (131 عالميا)، وجاءت قطر، بعد المغرب، في المركز 137 عالميا، تلتها عمان في المرتبة 139 عالميا، في حين تذيلت الجزائر ترتيب المنطقة، باحتلالها للمركز 140 عالميا، وبافتراض استمرار نفس معدل التقدم، فسيستغرق تحقيق المساواة بين الجنسين بالمنطقة نحو 115 سنة.
وعلى المستوى العالمي، فقد تصدرت ثلاث دول اسكندنافية الترتيب، ممثلة في كل من إيسلندا، التي حلت في المرتبة الأولى، متبوعة بفنلندا، ثم النرويج، وجاءت نيوزيلندا في المرتبة الرابعة، تلتها السويد، ورواندا، ونيكاراغواي، وناميبيا، وإيرلندا وألمانيا في المراتب من الخامسة إلى العاشرة على التوالي.
وفقا لمعدلات التقدم الحالية، توقع التقرير أن يستغرق تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع دول العالم 132 سنة، وتحقيق المساواة بين الجنسين في التمكين السياسي 155 سنة، و151 سنة لسد فجوة المشاركة والفرص بين الجنسين، و22 سنة للفجوة بين الجنسين في التحصيل التعليمي.