طنجة..كارثة بيئية تهدد الساكنة بسبب توقف أشغال تغطية “واد السواني” الملعون

رشيد عبود //
أصبحت ساكنة عدد من الأحياء الواقعة على طول واد السواني، مقطع قنطرة حي البوغاز (الموظفين)، شارع مولاي سليمان، بطنجة، مهددة بكوارث بيئية حقيقية من قبيل، انتشار الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، والباعوض، والنواقل والحشرات الطائرة والزاحفة الخاملة للأمراض المعدية، والتلوث، والفيضانات الشتوية، وذلك بسبب توقف أشغال تغطية واد السواني الكبير الذي يخترق عددا من المناطق المرتفعة في اتجاه وسط المدينة.
وكانت المقاولة المكلفة بتغطية الواد، قد انسحبت نهاية صيف 2016، وبشكل مفاجئ من ورش أشغال تغطية الواد، بعدما سحبت عمالها وجميع آلياتها ومعداتها التقنية منه، مما خلف ساعتها عدة تساؤلات مشروعة لدى عموم المواطنين ومتتبعي الشأن العام المحلي، عن دواعي وأسباب هذا التوقف التي ظلت لحد الآن دوافعه المباشرة غامضة وغير واضحة في غياب أي توضيح من الجهات المختصة بتدبير الشأن العام سواء المنتخبة أو الوصية، في ظل الحديث عن رصد ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، لميزانية ضخمة لإعادة تهيئة وتغطية عدد من وديان المدينة في إطار برنامج طنجة الكبرى 2013/2017، والذي وصل حجم الاستثمارات الإجمالية فيه إلى حوالي 663ر7 مليار درهم، حيث سيمكن من تسريع وتيرة تنمية مدينة طنجة وجعلها وجهة مفضلة بامتياز، كما سيدفعها إلى الارتقاء بين مصاف الحواضر العالمية الكبرى.
وكانت مقاطعة السواني، قد تقدمت، في عهد رئيسها السابق “أحمد الغرابي” خلال دورتها العادية لشهر شتنبر 2016، المنعقدة بمقر مجلس المدينة يوم الثلاثاء 6 شتنبر 2016، (تقدمت)، بملتمس لرئاسة المجلس الجماعي لطنجة، من أجل إتمام تغطية هذا الواد الذي يعتبر من أكبر وديان المدينة، بعدما أدرجتها اللجنة المختصة كنقطة خامسة من جدول أعمال الدورة، وهو الملتمس الذي يبدو أنه لن يرى النور على الأقل في الأمد القريب، بعدما ظل طريقه، وأصبح اليوم حبرا على ورق، ولم يجد بعد طريقه إلى التحقق على أرض الواقع.
إلى ذلك، وبسبب كثرة حوادث السير المسجلة بهذا الواد “الملعون”، حيث حطم الرقم القياسي في حوادث سقوط المركبات في مجراه المكشوف، خاصة عند ارتفاع منسوب مياهه في فصل الشتاء، فقد راسل رئيس المقاطعة السابق “الغرابي” قسم التعمير بولاية الجهة، مراسلة عدد 419، بتاريخ 15 دجنبر 2015، قصد استكمال تغطية الواد المذكور، في إطار مشروع تهيئة واد السواني، مع ضرورة وضع حاجز وقائي فوق قنطرة مدخل حي البوغاز (الموظفين)، نظرا لأن هذا المقطع، يعرف عدة حوادث سير خطيرة، أدت إلى سقوط عدد من الأشخاص والسيارات والدراجات النارية من فوق االقنطرة وسط الواد.