مصطفى قسيوي
في الوقت الذي استبقت فيه الجزائر إشارات الاتهام الموجهة لها حول الوقوف وراء تسلل جحافل المهاجرين الأفارقة إلى إقليم الناظور للقيام بأعمال شغب ومحاولة اقتحام مليلية المحتلة، نكاية في التقارب الإسباني – المغربي، تفاعلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والمجلس الأوروبي مع الحادث الأليم الذي خلف حصيلة كبيرة في الأرواح كادت أن تكون كارثية لولا نجاعة تدخل السلطات العمومية المغربية، التي حالت دون تطور الوضع إلى الأسوأ بشهادة حكومة الجارة الشمالية.
وفي بلاغ مشترك، صدر بالمناسبة، عبرت كل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، عن أسفهما لما حدث للمهاجرين ضحايا اقتحام السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، كما دعت المنظمتان إلى ضرورة تطبيق مبدأ “المسؤولية المشتركة” في شؤون الهجرة حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المأساوي الذي ألمحت حكومة مدريد إلى تورط أطراف خارجية معادية للمصالح المشتركة المغربية- الإسبانية في افتعاله.
وقال بلاغ المنظمتين الأمميتين المذكورتين، إن “هذه الأحداث تعزز أكثر من أي وقت مضى أهمية إيجاد حلول دائمة للنازحين، مع ضرورة النظر في مسارات الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وإعطاء الأولوية لسلامة المهاجرين واللاجئين في جميع الظروف” .
ودعت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة في بلاغهما المشترك، المجتمع الدولي، إلى “توسيع نطاق الوصول إلى بدائل الهجرة الآمنة لتجنب محاولات العبور الخطيرة هذه، وخطر تكرار مثل هذه المآسي”.
ومن جهته، عبر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، عن دعم أوروبا بشكل كامل لجهود المغرب وإسبانيا والدول الأخرى لحماية حدود الاتحاد الأوروبي من جحافل مهاجري جنوب الصحراء.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، في تعليق له على حادث مليلية المحتلة، على هامش مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع التي احتضنتها “بافاريا” الألمانية، إن دول الاتحاد الأوروبي تعلم جيدا بأن الهجرة تمثل تحديا صعبا للجميع، ويمكن أن تترتب عنها أحيانا مواقف غير عادية، وبأنه وبصفته رئيسا للمجلس الأوروبي يعبر عن دعمه للسلطات الإسبانية والمغربية في محاربة الهجرة السرية.
وفي الوقت الذي أشادت فيه دول ومنظمات بالجهود المغربية المبذولة في سبيل تطويق ظاهرة الهجرة السرية إفريقية المنشأ، والتي تعاني من ويلاتها المملكة وشركاؤها الأوروبيين، كما حدث بإقليم الناظور والسياج الحدودي لمليلية المحتلة، حاولت الجزائر عبثا، عبر خادم نظام الكابرانات المدعو “عمار بلايني”، التنصل من التزاماتها بالاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، المصادق عليه بمراكش سنة 2018، والإلقاء باللوم على المغرب، إلا أن هذه الاتهامات تبقى مجرد ادعاءات ومزاعم مردود عليها أمام حجم التضامن الذي تلاقيه المملكة من شركائها وحلفائها الاستراتيجيين بإفريقيا وأوروبا وأمريكا والخليج العربي، من جهة، ولكون أغلب المهاجرين الراغبين في العبور إلى الحلم الأوروبي يتسللون إلى المغرب عبر التراب الجزائري مرورا بمالي، حيث تتمركز شبكات الإرهاب وتهريب البشر والاتجار بالمخدرات، من جهة أخرى.