حوالي 65 بالمائة من التلاميذ يعانون من “فقر التعلم”
حميد اعزوزن
صورة قاتمة حول مستوى قدرات التلاميذ المغاربة على القراءة والفهم، تلك التي رسمها تقرير صدر عن البنك الدولي، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعالم والثقافة “يونسكو”، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، ومكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية التابع للحكومة البريطانية (FCDO)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وكشف تقرير”حالة فقر التعلم العالمي لسنة 2022″، أن نسبة الأطفال المغاربة في سن العاشرة الذين يفتقرون إلى الحد الأدنى من الكفاءة في معرفة القراءة والكتابة، بلغت 64.9 بالمائة سنة 2016، مما يعني أن حوالي ثلثي التلاميذ المغاربة يعانون من فقر التعلم بعد نهاية المرحلة الابتدائية، في الوقت الذي تجاوز فيه هذا المعدل في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 69 بالمائة سنة 2022، بعدما كان قبل الجائحة في حدود بالمائة 63.4 بالمائة.
وحسب التقرير، فإن 3.1 بالمائة من الأطفال المغاربة، الذين يبلغون السن المخولة لهم للالتحاق بالتعليم الابتدائي، لم يلجوا المدرسة، كما أن 63.8 بالمائة من التلاميذ لهم أقل من الحد الأدنى من الكفاءة في المدرسة.
وأظهر التقرير ذاته، أن معدل “فقر التعلم” بالمغرب يظل مرتفعا مقارنة مع العديد من الدول العربية، كالبحرين، التي لم يتجاوز فيها هذا المعدل 32.1 بالمائة، والإمارات العربية المتحدة (32.8 بالمائة)، وقطر (35.7 بالمائة)، والسعودية (38.2 بالمائة)، وعمان (41.8 بالمائة)، والكويت (51.1 بالمائة)، والأردن (62.5 بالمائة)، بينما يظل أقل من المعدل المسجل في كل من تونس (65.5 بالمائة)، والجزائر (67.9 بالمائة)، ومصر (69.9 بالمائة)، واليمن (94.7 بالمائة)، وموريتانيا (94.8 بالمائة).
وحسب التقرير، فإنه نتيجة لأسوأ صدمة للتعليم والتعلم في التاريخ، زاد فقر التعلم بمقدار الثلث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مع ما يقدر بنسبة 70 بالمائة من الأطفال في سن 10 سنوات غير قادرين على فهم نص مكتوب بسيط، بعدما كان هذا المعدل في حدود 57 بالمائة قبل الوباء، مبرزا أن تدهور نتائج التعليم لدى ملايين الأطفال قد يتعدى التأثير المحتمل على الأطفال التعليم ليشمل العواقب التي تطال صحتهم النفسية ورفاههم وتنشئتهم الاجتماعية ومشاركتهم في سوق العمل وما قد يجنون من أرباح على مدى الحياة، متوقعا أن تصل خسائر هذا الجيل من أرباحهم المحتملة مدى الحياة بالقيمة الحالية إلى 21 تريليون دولار، أي ما يعادل 17 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي اليوم .
وسجل تقرير “حالة فقر التعلم العالمي”، أن إغلاق المدارس لفترات طويلة، وضعف فعالية التخفيف، وصدمات دخل الأسرة، كان لها أكبر تأثير على فقر التعلم في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع توقع 80 بالمائة من الأطفال، بعد نهاية المرحلة الابتدائية، غير قادرين الآن على فهم نص مكتوب بسيط، وهو معدل ارتفع من حوالي 50 بالمائة خلال فترة ما قبل الجائحة، وسجل أكبر معدل بجنوب آسيا، حيث تشير التوقعات إلى أن نسبة الأطفال الذين يفتقرون إلى الحد الأدنى من الكفاءة في معرفة القراءة والكتابة تبلغ 78 بالمائة، مقارنة بنسبة 60 بالمائة في فترة ما قبل الجائحة، وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت الزيادات في فقر التعلم أقل، حيث استمر إغلاق المدارس في هذه المنطقة عادة لبضعة أشهر فقط، لكنه مع ذلك مازال المعدل مرتفعا حيث يبلغ حاليا 89 بالمائة.