مصطفى قسيوي
فيما لم تفلح السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية بلقاء مدريد المنعقد بداية الشهر الجاري لإتمام بنود المصالحة في الحسم في ملف النظام الجمركي بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وفي انتظار لقاء الرباط بين الطرفين بخصوص الموضوع، قررت ما تسمى بـ “مندوبية الحكومة الإسبانية” في سبتة المغربية المحتلة، منع الراغبين في دخول المدينة انطلاقا من المغرب من إدخال بعض المواد الغذائية والأغراض، مع تحديد مبالغ الأموال ولائحة الأشياء المسموح بها.
وحددت سلطات مدينة سبتة المحتلة الكميات الممكن إدخالها من الجانب المغربي بشكل طبيعي دون أن تدخل في إطار التعاملات التجارية، بما في ذلك الخضر والفواكه والمشروبات الكحولية والهدايا والنقود، حيث أظهرت اللائحة المعلنة أن قاصدي المدينة المحتلة من الوجهة المغربية بإمكانهم إدخال مبلغ مالي لا يتعدى 10 آلاف أورو، سواء تعلق الأمر بعملات ورقية أو معدنية أو على شكل شيكات أو أي وسيلة أداء أخرى، مع إلزام المسافرين بالتصريح بكل المبالغ التي يحملونها، تحت طائلة القيام بعمليات التحقق اللازمة في حال ما راودت عناصر أمن الحدود شكوكا حول مصدرها، كما بإمكانهم إحضار هدايا تذكارية ومقتنيات شخصية لا تتجاوز قيمتها 100 أورو، شريطة ألا تشمل مستحضرات التجميل والأدوية التي لا تتوفر على وصفة طبية، وكذا جلب السجائر بحد أقصى لا يتعدى 200 وحدة، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية في حدود لتر واحد لتلك التي تزيد نسبة الكحول فيها عن 22 في المائة، ولترين بالنسبة للتي تقل فيها النسبة عن ذلك.
وبخصوص المواد الغذائية، فقد سمحت سلطات المدينة المغربية المحتلة بإدخال 10 كيلوغرامات من الخضر والفواكه، وكيلوغرامين فقط من النباتات العطرية والأعشاب والتوابل والمُكملات الغذائية، على أن تكون مُعبأة بشكل قانوني، بالإضافة إلى 4 وحدات من الخبز كحد أقصى، و5 كيلوغرامات من الزيوت والمخللات المُعبأة في قنينات أو عبوات محكمة الإغلاق ومختومة، التي تقتنى من الأسواق الممتازة، بالإضافة إلى الحلويات والمكسرات في حدود 5 كيلوغرامات، بينما تم منع دخول المنتجات الحيوانية الطازجة بما فيها اللحوم الحمراء والبيضاء والنقانق وشرائح اللحم والدجاج المعدة للطبخ، وكذلك الشأن بالنسبة للأسماك وفواكه البحر والحليب ومشتقاته وجميع المنتجات السائلة غير المُعبئة وغير المسموح بمرورها من طرف المصالح الجمركية، إلى جانب الوجبات الجاهزة مثل السندويشات والعجائن وأطباق البيتزا والبيض ومشتقاته.
كما شمل المنع اصطحاب الزواحف وجميع الحيوانات الحية الممكن ذبحها واستهلاكها باستثناء الحيوانات الأليفة من قطط وكلاب وقوارض حاصلة على شهادة طبيب بيطري أو جواز السفر الخاص بالحيوانات الخاضعة لجميع التلقيحات الأساسية.
وعلاقة بموضوع الحدود البرية بين المملكتين، خصصت السلطات الإسبانية، تزامنا مع عملية العبور “مرحبا” واستئناف حركة الولوج والخروج في معبري سبتة و مليلية المحتلتين، فرقا صحية بدعوى ارتفاع حالات “كورونا” بالمغرب، حيث كشفت وزارة الصحة الإسبانية أن وضع فرق صحية تابعة للصليب الأحمر بالمعبرين الحدوديين يهدف إلى فرض المراقبة الصحية والتأكد من سلامة العابرين.
وأكدت وزارة الصحة بالجارة الشمالية، وفق بيان تداولته وسائل الإعلام الإيبرية، أن “الفرق الصحية التي سيتم وضعها بمعبري سبتة ومليلية المحتلتين، ستتكفل بالإجراءات الخاصة بالاحترازات التي تهدف إلى عدم تفشي وباء “كورونا”، وذلك عن طريق إجراء الفحوصات السريعة وفرض التباعد والتأكد من وثائق التلقيح وفحوصات “PCR”.