تقرير يحذر.. تلوث الهواء يقصر العمر

حميد إعزوزن
يؤدي تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة إلى تقصير العمر بحوالي شهرين في المغرب، وبأكثر من سنتين في المتوسط على المستوى العالمي، ذلك ما كشفت عنه تقديرات مؤشر التلوث العالمي.
ووفق تقرير المؤشر، الذي أصدره معهد سياسة الطاقة في جامعة شيكاغو ، فإن من شأن الحد نهائيا من تلوث الهواء العالمي تلبية لتوصيات منظمة الصحة العالمية أن يضيف 0.2 سنة إلى متوسط العمر المتوقع بالمغرب.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز كثافة الجسيمات الدقيقة في الهواء 15 ميكروغراما لكل متر مكعب خلال فترة 24 ساعة، وأن تظل دون خمسة ميكروغرامات لكل متر مكعب في المتوسط على مدار السنة، إلا أن التقرير أشار إلى أن هذا المعدل يبلغ نحو 7.4 ميكروغرامات لكل متر مكعب في المغرب.
وذكر التقرير، أن حوالي 97 بالمائة من سكان العالم يعيشون في أماكن يتجاوز فيها تلوث الهواء المستوى الموصى به، مشيرا إلى أن جنوب آسيا هو المنطقة الأكثر تلوثا في العالم، ويكون تنفس الهواء فيها أكثر فتكا، وأن بنغلاديش هي الدولة الأكثر تلوثا، في حين أن حوالي 44 بالمائة من التلوث المتزايد في العالم منذ سنة 2013، جاء من الهند، وإذا استمرت المستويات الحالية، فمن المتوقع أن يفقد سكان جنوب آسيا حوالي خمس سنوات من العمر في المتوسط.
وتفيد الأرقام الصادرة عن معهد الآثار الصحية (HEI) ومقره في بوسطن في ولاية “ماسيشوسيتس” الأمريكية، بأن عدد المغاربة الذين تعرضوا لتلوث الهواء داخل المنزل وخارجه، خلال سنة 2019، يبلغ حوالي ألفين و620 شخصا لكل 100 ألف نسمة، وهو ما يمثل 826 ألفا و100 مغربي تنفسوا هواء ملوثا.
وحسب البيانات التي أوردها المعهد الأمريكي في تقريره السنوي الأخير حول”حالة الهواء العالمي”، والذي أعده بتعاون مع مشروع عبء المرض العالمي (GBD)، التابع لمعهد القياسات الصحية والتقييم (IHME)، فإن حوالي 106 أشخاص من كل 100 ألف نسمة لقوا حتفهم، خلال السنة الماضية، بسبب تلوث الهواء، أي ما يعادل 29 ألفا و200 مغربي توفوا بسبب الهواء الملوث الذي استنشقوه داخل البيت أو خارجه.
التقرير يتحدث عن تعرض ألفين و430 شخصا من كل 100 ألف نسمة لتلوث المواد الجسيمية المحيطة بالمغرب سنة 2019، أي ما يمثل 766 ألفا و900 مغربي، بينما توفي بسببه 27 ألفا و100 شخص، و44.5 شخصا من كل 100 نسمة لتلوث الأوزون المحيط، وهو ما يمثل 12 ألفا و800 شخص، مخلفا 665 ضحية وسط المغاربة، وكذا تعرض 157 شخصا من كل 100 ألف نسمة لتلوث الهواء المنزلي من الوقود الصلب، مثل استعمال الفحم في البيوت للطهي أو التدفئة، وهي النسبة التي تمثل حوالي 49 ألفا و500 مغربي، وتوفي بسببه ألف و680 شخص، أي ما يعادل 6.06 أشخاص من كل 100 ألف نسمة.