مجتمع

القوات المسلحة الملكية تبطل 22 ألفا و24 لغما مضادا للأفراد والآليات وتدمر آلاف الذخائر غير المفرقعة

الرباط- عبد الحق العضيمي //

كشف عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، أن القوات المسلحة الملكية قامت خلال السنوات الـ15 الأخيرة بإبطال مفعول ما مجموعه “22 ألفا و24 لغما أرضيا” زرعتها عصابات مرتزقة البوليساريو في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأوضح الوزير المنتدب ضمن جوابه عن سؤال كتابي بمجلس النواب، حول “إزالة الألغام بالصحراء المغربية”، أنه يوجد نوعان من حقول الألغام بالمنطقة الجنوبية، الأول يتعلق بـ”ألغام زرعت وفق المعايير العسكرية المتعارف عليها دوليا، قصد تدعيم الخطوط الدفاعية للوحدات، حيث تتوفر القوات المسلحة الملكية على مختلف خرائط هذه الحقول، مما يتيح إزالتها بمجرد التوصل إلى حل للنزاع المفتعل حول وحدتنا الوطنية”، فيما النوع الثاني يرتبط بـ”ألغام زرعتها عصابات المرتزقة بطريقة عشوائية، بمحاذاة التجمعات السكنية ومناطق الرعي ونقط المياه”.
لوديي وهو يتحدث عن النوع الثاني من هذه الحقول، قال إنه “للأسف لا تتوفر القوات المسلحة الملكية على خرائط لهذه الحقول على الرغم من كل الجهود التي بذلت عن طريق البعثة الأممية المرابطة بالمنطقة، من أجل الحصول على بيانات في هذا الشأن”، مضيفا أن “هذا الطلب لم يجد أي صدى لدى عناصر المرتزقة، مما يعقد عملية التطهير”.
وأبرز الوزير المنتدب الجهود المبذولة من طرف القوات المسلحة الملكية لتطهير المناطق المشبوهة والمساهمة في التنمية البشرية، موردا أن هذه القوات قامت بإطلاق عملية واسعة النطاق من أجل تطهير هذه المنطقة منذ سنة 2007، حيث جندت من أجل ذلك “ثلاث وحدات مدعمة تابعة للهندسة العسكرية، بغية تطهير المساحات الشاسعة الملوثة، مع إعطاء الأولوية للمناطق المأهولة ومناطق الرعي والآبار والمسالك غير المعبدة الرابطة بين التجمعات السكنية والمدن والمساحات المخصصة للمشاريع التنموية”.
ووفق الجواب الكتابي للوديي، فقد بلغت المساحة المطهرة 6035.2 كيلومترا مربعا إلى متم شهر أبريل 2022، تم على إثرها إبطال “5 آلاف و117 لغما مضادا للأشخاص” و”16 ألفا و907 ألغام مضادة للآليات”، بينما تم التخلص من “41 ألفا و708 ذخائر غير مفرقعة من مختلف العيارات”.
وفي معرض حديثه عن ضحايا انفجار الألغام، قال لوديي، إنه “تم تسجيل 388 ضحية منذ بداية عملية التطهير، من بينها 50 حالة وفاة تشمل مدنيين وعسكريين”، مشيرا إلى أن كل هذه الجهود تقوم بها القوات المسلحة الملكية بالاعتماد فقط على إمكانياتها الذاتية، وبدون أي سند من أي جهة أخرى.
وبالموازاة مع الجهود المبذولة من طرف القوات المسلحة الملكية، يردف الوزير المنتدب، “تستفيد ساكنة تلك المناطق من حملات التوعية المقدمة من طرف السلطات المحلية والهلال الأحمر المغربي، بشراكة في بعض الأحيان مع أطر الصليب الأحمر”، موضحا أن هذه الحملات تهدف إلى تحسيس المواطنين بخطر الألغام، وضرورة اتباع المسالك المحددة والابتعاد عن المناطق المشبوهة المشار إليها بعلامة التشوير “خطر الألغام”.
وزاد موضحا، أنه “وفي حالة العثور على أي جسم غريب، يمنع منعا كليا الاقتراب منه، مع ضرورة إخبار السلطات العسكرية أو العملية من أجل التأكد من خطورة هذا الجسم والتخلص منه”.
وبغية تسريع وتيرة عملية التطهير، قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، إن “القوات المسلحة الملكية تعمل على خلق وحدة جديدة متخصصة في إزالة الألغام، وذلك على الرغم من ندرة الإمكانيات المرصودة لهذا الغرض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق