تطوان.. المتشردون يحتلون محيط المحطة الطرقية الجديدة أمام أعين السلطات

رشيد عبود //
في غياب تام للسلطات المحلية والجماعية المعنية، والمصالح الإقليمية لوزارة التضامن، أصبح محيط المحطة الطرقية الجديدة بتطوان، والتي أشرف على تدشينها الملك محمد السادس، يوم الأربعاء، 5 شتنبر 2007، بميزانية عامة فاقت 67.60 مليون درهم، (أصبح)، يعيش ظروفا كارثية ومزرية تسيئ لجمالية وواقع هذه المعلمة العمرانية التي شيدت على شكل نموذج مصغر للمدينة العتيقة للحمامة البيضاء، بسبب احتلال جنباتها من قبل جحافل المتشردين الذين باتوا يتخدون من فضاء المحطة مأوى لهم، وهي الظاهرة التي تفاقمت بداية الصيف الجاري، خصوصا في ظل ما تعرفه المدينة من إقبال كبير من قبل السياح، الذين يجدون هؤلاء المتشردون في استقبالهم.
.
هذا، وتفيد إحصائيات بعض الجمعيات المدنية المحلية المهتمة بالظاهرة، أنه ما بين 140، و200 شخصا، يعيشون حالات التشرد بتطوان، غالبيتهم قدموا من خارج المدينة، والجهة.
وتشير المعطيات نفسها، إلى ان العدد يرتفع تدريجيا كلما اقترب فصل الصيف، اذ يتضاعف عدد الأشخاص المشردين ليصل الى ما يفوق 360 شخصا.
وعن وضعية هؤلاء الاشخاص المشردين بالمدينة، فقد كشفت المصادر ذاتها، بأنهم أصبحوا في ل الافصىالتعول في عد مراكز الإيواء، يعيشون حالة مزرية نتيجة قلة الامكانيات والتدخلات لإنقاذ هؤلاء من حالات التشرد التي يعيشونها منذ سنوات، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن منهم.
وشدد مهتمون بالظاهرة، على مسؤولية الجماعة في هذا الملف الإجتماعي بامتياز، من خلال البرنامج الجماعي 2016/2021، خصوصا في محوره الخامس الذي يثمن الرأس المال البشري لدعم التماسك الإجتماعي والحقوق الاقتصادية والإجتماعية لهذه الفئة.
وحسب دراسة ميدانية للتعاون الوطني، فإن ظاهرة التشرد بتطوان في تصاعد مستمر، إذ أكدت النتائج الأولية لهذه الدراسة التي أشرفت على نهايتها، وجود 200 متشرد بشوارع المدينة، نسبة الذكور %92، ونسبة الإناث %8، وبأن تطوان مدينة مستقبلة للتشرد بنسبة %96.
وبخصوص المؤشرات المرتبطة بتصنيف المتشردين، فالذين يعانون من إعاقة ذهنية %60، وبسبب التفكك الأسري %22، المسنون 12% وآخرون 6%.
وفيما يخص عوامل التشرد المباشرة، فقد عزتها الدراسة ذاتها، إلى أسباب نفسية %24، أسباب سياسية %6، بينما يبقى الفقر والعنف الأسري وصعوبة الإندماج، من الأسباب القوية للتشرد، مسجلة غياب مؤسسة متخصصة لمواكبة الأسباب الإجتماعية.
جدير ذكره، أنه في شهر ماي، من سنة 2012، أعلنت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بأن مصالحها ستتبنى سياسة “وقائية وواقعية” لمواجهة كل ما يتعلق بظاهرة المتشردين، معلنة وقتها أن برنامجها في هذا الشأن سيهم توفير مراكز استقبال للمتسولين والمتشردين، بكبريات المدن المغربية، من بينها تطوان، وذلك دون أن تفصح الوزارة المعنية عن خريطة هذه المراكز ولا عن طريقة اشتغالها ولا المدن المستهدفة بهذه المشاريع التي بقيت أغلبها حبرا على ورق لحد اليوم.