هكذا تحولت “كاستيوخو” من مستودع للتهريب إلى قاطرة للتنمية بالشريط الساحلي الشمالي

رشيد عبود //
شهدت مدينة الفنيدق “كاستيوخو” التابعة لعمالة المضيق الفنيدق، بعد قرار إغلاق باب سبتة المحتلة، طفرة تنموية نوعية شاملة في شتى المجالات، وفي مقدمتها السياحية والإقتصادية، وذلك بعدما كانت تعيش على ريع التهريب، حيث تحولت إلى مستودع كبير للسلع المهربة القادمة من سبتة المحتلة، رغم ما كان يشكله ذلك من إضرار بالغ بالإقتصاد الوطني، حيث أكد “عبد الحكيم الزحاف” ، المدير الجهوي للجمارك، أن تهريب البضائع عبر معبر باب سبتة المحتلة لن يعود أبدا.
وتحولت كاستيوخو من مجرد مدينة هامشية تعيش على التهريب، إلى قطب سياحي وتجاري واقتصادي هام بالشريط الساحلي المتوسطي، في ظل
خلق مشاريع تنموية كبرى، وتهيئة حضرية تعيد للمدينة اعتبارها، وتمحو صورتها النمطية التي ارتبطت ولسنين طويلة في ذهن الجميع بالتهريب من معبر الذل.
ويعتبر إنجاز منطقة الأنشطة الإقتصادية الحرة، والمنطقة الصناعية بالفنيدق، من أهم المشاريع المحدثة بالمدينة، والتي تأتي في إطار تنزيل التعليمات الملكية السامية الداعية إلى تحسين ظروف عيش الساكنة، وتوفير فرص الشغل ومساهمة جميع المؤسسات في التنمية، في إطار برنامج التنمية الاقتصادية والإجتماعية للعمالة.
كما شهدت كاستيوخو أيضا، إحداث منصة للشباب في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والمجالية لعمالة المضيق-الفنيدق، وإقليم تطوان، بهدف تشجيع المبادرة الخاصة وتوجيه وتأطير مبادرات الشباب حاملي المشاريع، وتطوير روح المقاولة لدى شباب عمالة المضيق-الفنيدق، من خلال وضع آليات لتقديم الدعم التقني والمالي خلال المراحل القبلية والبعدية من إحداث المقاولة، وذلك بهدف بث زخم في دينامية إحداث المقاولات وضمان استدامتها.
وفي سياق متصل، قامت السلطات المحلية بمدينة الفنيدق، بعمليات تهيئة وتزيين وسط المدينة والشريط الساحلي، المعروف باسم “تامودا باي”، استعدادا لعملية مرحبا 2022، التي ستستأنف هذه السنة بعد عامين من توقفها بسبب تفشي جائحة كوفيد-19، وكذا استقبال المصطافين، خاصة بشاطئ الريفيين الحامل للواء الأزرق.
كما شملت هذه الاستعدادات التي تسهر على تنزيلها عمالة المضيق-الفنيدق، تهيئة الواجهات والطرقات والتشوير والحدائق والساحات وشبكة الإنارة العمومية والقضاء على البعوض ونواقل الأمراض، وأيضا تأهيل وتنظيم الشواطئ والساحات والشوارع والأزقة، وتأمين فضاءات الترفيه.
وإلى جانب العمالة، تسهر مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بدورها، على وضع برنامج متكامل يقوم بالعناية بالمجال العمراني والحضري، وتنظيم وتدبير وضمان نظافة الشواطئ، والتكثيف من المراقبة التي تشمل القضاء على كافة الظواهر المشينة التي قد تؤثر على راحة المصطافين والسياح.
جدير ذكره، أنه تم تخصيص غلاف مالي بقيمة تصل إلى 400 مليون درهم، لإنجاز سلسلة مشاريع ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والمجالية لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان، والذي يروم إنعاش الاستثمار من أجل خلق فرص الشغل، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للساكنة، خاصة النساء والشباب.
