ثقافة

خريبكة تحتفي بالسينما البوركينابية ضيف الدورة 22 لمهرجان السينما الإفريقية

ضمن فعاليات دورته ال22، كرم المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة السينما البوركينابية التي حلت ضيفا على نسخة هذا العام. ونشط لقاء التكريم الأكاديمي والناقد السينمائي مجيد السداتي، وتسلمت درع التكريم فاليري بيرت ييي نائبة المدير العام لمركز السينما والسمعي البصري ببوركينافاصو، و سلمه لها رئيس مؤسسة المهرجان الحبيب المالكي.

وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس مؤسسة مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، الحبيب المالكي “إن السينما البوركينابية تتميز بقدرتها على الخلق والإبداع، لافتا إلى أن القارة الإفريقية تختزن رأسمال ثقافيا وقدرات ديمغرافية مهمة وآفاق كثيرة للتعاون مع كبرى الدول في العالم بما يجعل منها قارة المستقبل”.
وذكر المتحدث بأهمية تكريس التوجه نحو التعاون جنوب -جنوب كما أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس باعتباره “طريقتنا الملائمة لتملك زمام أمورنا بأيدينا، ووسيلتنا لتحقيق التطوير الذاتي لدولنا” سيما في ظل الأزمات التي يشهدها العالم، معتبرا أن جميع المؤشرات الحالية تؤكد أن “إفريقيا تسير اليوم في الطريق الصحيح رغم بعض المشاكل هنا وهناك”.
من جهتها، شكرت فاليري تخصيص المهرجان تكريما لبوركينافاسو السينمائية على الرغم من الظروف التي تمر منها بلادها، معتبرة ذلك أمرا يعكس العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب ببوركينافاسو، بما في ذلك المجال السينمائي.
وتحدثت ضيفة المهرجان عن المساهمة المميزة للمغرب في مواكبة المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو (فيسباكو)، أحد أكبر المهرجانات السينمائية بالقارة الإفريقية.

وتعد بوركينا فاسو دولة رائدة في تطوير السينما البوركينابية، ومن خلالها تطوير السينما الإفريقية بما يستجيب لانتظارات القارة السمراء، أي صناعة أفلام تعبر عن حقيقة الإنسان والثقافة والمجتمع في الامتداد الإفريقي الشاسع. منذ ثمانينيات القرن الماضي، خطت السينما البوركينابية خطوات مهمة نحو تأسيس سينما قوية، تدفع في اتجاه إبراز صورة الإنسان الإفريقي الذي يقاوم من أجل حياة أفضل، في ظل مشكلات عديدة من قبيل الهجرة وما يرتبط بها من قضايا العنصرية والفقر والبطالة والتشرد والنزاعات المسلحة.

أنتجت بوركينا فاسو، في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، أفلاما شكلت علامات فارقة في تاريخ السينما البوركينابية، بل الإفريقية عامة، ولم يكن مبدعو تلك الأفلام سوى مخرجين كبار من طينة غاستون كابوري وبيير يامييغو وإدريسا ويدراغو. هذا الأخير أنتج وأخرج أفلاما اتسمت بإخلاصها للروح الإفريقية، حاملة لوعي عميق بخطورة تضييع الهوية الإفريقية في مجتمع إفريقي يستهلك الصور/التمثلات التي يصوغها الأجنبي. فأفلام مثل ” يابا” و ” صرخة القلب” و ” تيلاي” للمخرج إدريسا ويدراغو جاءت لتكشف عن صورة إفريقيا كما يراها أبناؤها لا كما يتمثلها الأوروبي، ولتطرح قضايا تحضر باستمرار في السينما الإفريقية كقضية الهوية والبحث عن الأصل، والقرية الإفريقية والهروب إلى المدينة والهجرة إلى “الفردوس” الأوروبي.

وتعرف السينما البوركينابية، في الفترة الراهنة، انتعاشا واضحا تمثل في تفعيل الإنتاج الرقمي منذ العام 2002 وتزايد عدد شركات الإنتاج التي تنتج أفلام السينما والمسلسلات التلفزيونيّة على حد سواء، كما تستضيف البلاد المقر الرئيسي لاتحاد صانعي الأفلام الإفريقية، ولديها العديد من المنتجين الذين فازوا بجوائز عالمية.

ما جعل بوركينا فاسو تتبوأ مكانة متميزة في خارطة السينمات الإفريقية، فضلا على ما ذكر، احتضانها لواحد من أعرق المهرجانات السينمائية في إفريقيا؛ المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو “فيسباكو”، الذي انطلقت أولى دوراته عام 1969 ليصل إلى الدورة السابعة والعشرين المنظمة خلال أكتوبر 2021 الماضي. واحتفل مهرجان “فيسباكو”في دورته الأخيرة بمرور نصف قرن على تأسيسه كأقدم مهرجان سينمائي في القارة الأفريقية، حيث رسخ مكانته عبر تعاقب دوراته بوصفه فضاء للقاء بينصُناع ومنتجي السينما الأفريقية، من خلال أفلامه وندواته التي تسعى لتطوير الإنتاج السينمائي الإفريقي اقتصاديا وثقافيا، بينما يحاول أن يقدم أفلاما تعكس واقع الشعوب الأفريقية وما يعتمل داخلها من قضايا وإشكالات تمس الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق