الفنان الرائد التسولي بطل “خريف التفاح”: لم يكن تشخيص دوري سهلا ومفتكر يعرف ماذا يريد

فاطمة ابو ناجي
حين قرر الفنان الرائد محمد التسولي قبول تجسيد شخصية الشيخ المسن الذي لا يقوى على الحركة ويلازم فراشه، العسكري الذي أنهكت جسده السنون، فيكتفي بحديث العيون وإيماءات وأنين، تخدمه زوجته وحفيده وابنه الذي لا يعترف بهذا الأخير في فيلم خريف التفاح لمؤلفه ومخرجه محمد مفتكر، الذي يشارك في السباق الرسمي للفيلم الروائي الطويل بمهرجان خريبكة الـ22، أدرك صعوبة الدور، وفي هذا يقول لـ” الأمة24″، ضمن لقاء مباشر على هامش عرض الفيلم:” حين عرض علي المخرج مفتكر الدور سألته لماذا أنا وقد توقفت عن العمل في السينما منذ سنة 2004؟ أجابني لأني رأيت فيك تفاصيل الشخصية وأنا أكتبها”، ويضيف الفنان الثمانيني “أحببت التعامل مع هذا المخرج لأنه يعرف جيدا ماذا يريد، واكتشفت إلى أي حد يحسن إدارة الممثل، وأيضا يمنحه مساحة الإنصات لرأيه في تفاصيل الشخصية، وهو ما لمسته وأنا أصور معه مشاهد شخصية الرجل العسكري. هذه الشخصية التي لم يكن تجسيدها بالسهل بالنسبة لي فأن توصل المعنى وأنت تحكي بلسانك ومختلف حركات جسدك أسهل من أن لا تملك غير العيون وتجمد باقي أطراف جسدك”، يقول الفنان محمد التسولي في لقائه المباشر مع “الجريدة”، الذي تحدث فيه أيضا عن مساره وعن البدايات التي كانت بداية مع المسرح سنة 1951، وهو ما سننشره في مقال لاحق.
وتدور أحداث الفيلم في قرية وسط الجبال، حيث تنمو أشجار التفاح في ساحات البيوت، فيما يحاول أحد الأطفال أن يتعرف على الحياة، والحب، والموت عبر اجتياز الأسئلة القاسية، التي يطرحها عليه الأب غريب الأطوار.
وسبق أن فاز فيلم “خريف التفاح” بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم في طنجة في دورته الحادية والعشرين، وجائزة أفضل تصوير في المهرجان نفسه، وكذلك جائزتي النقد، إحداها تقدمهما الجمعية المغربية لنقاد السينما، والأخرى للأندية الأدبية السينمائية، التي تقدمها الجمعية الوطنية للأندية السينمائية. كما حصل الفيلم على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، في الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.