ثقافة

المال والجمهور حديث ندوة “تمويل إنتاج الأفلام في إفريقيا” بمهرجان خريبكة السينمائي

فاطمة أبوناجي

شهد برنامج الدورة 22 من مهرجان السينما الإفريقية المتواصلة فعالياته إلى غاية الرابع من يونيو، بمدينة خريبكة، عاصمة الفوسفاط، ندوة حول تمويل الأفلام في إفريقيا.
اللقاء، الذي احتضنته قاعة المكتب الشريف للفوسفاط. كان لقاء عن تجارب الإنتاج والإبداع، عن المال والسينما، عن كيف يتم تدبير الإنتاج شخصيا ومؤسسيا؟ وكذا حول اشكال تمويل الأفلام. هل التمويل ذاتي أم عمومي أم أجنبي؟ وبما ان كل تمويل هو استثمار، فهل هذا الاستثمار يحقق عائدا؟ إذا لم يحقق الاستثمار في الأفلام عائدا. ما العمل؟

وقد اشرف على تسيير اطوار هذه الندوة الاكاديمي الجامعي والناقد السينمائي بوشتى فارقزيد، وشهدت مداخلات ثلاثة سينمائيين تحدثوا عن الإنتاج، ويتعلق الامر بالمخرجة مريم آيت الحسين والمخرج إدريس اشويكة من المغرب وجون روكمن الكاميرون.
مريم آيت الحسين، في مداخلتها، قالت إن الاعتماد على دعم الصناديق الدولية لإنتاج أعمال سينمائية تعترضه إشكالية رئيسية تتمثل في ارتباط أغلب عمليات الدعم بالخلفيات الأيديولوجية للجهة الداعمة، وهو ما يطرح سؤال استقلالية صاحب العمل السينمائي عن توجهات الجهة الداعمة.
واعتبرت المادخلة أن هناك تحديات حقيقية للإنتاج في المغرب، وميزت بين نمطي تمويل:

  • التمويل العمومي يأتي من المركز السينمائي الذي يستجيب للحاجات الوطنية.
  • دعم أجنبي يوجه الإنتاج ليستجيب لحاجات الجهات المنتجة.
    تحدثت عن الإنتاج وقارنته بتربية طفلها وكيف تعلمت التربية بالممارسة كما تعلمت الإنتاج بالممارسة.
    امتدحت سينما المؤلف التي تحتاج باستمرار للتمويل العمومي، بعدها تساءلت: ما هو التمويل الذي يستجيب للحاجيات الوطنية؟ وما هو التمويل الذي يخضع لتوجهات أيديولوجية لصناديق الدعم الدولية؟
    تحدثت على امتداد أربعين دقيقة عن البحث عن تمويل بالمساهمات…بالعقود الذكية والعملة الرقمية وغيرها.

أما السينمائي الكاميروني جون روكعن، فقد ركز في مداخلته على تجربته في عالم السينما من لحظة الفيلم الأول حتى بيع الفيلم الذي سمح له بالاستمرارية.
روى أنه كتب سيناريو وبدأ بالبحث عن التمويل دون جدوى، بعدها بدأ تقديم طلبات للحصول على الدعم من صناديق أجنبية، وبعد جولة على جهات كثيرة استهلك وقتا دون جدوى، حينها شعر أن ذلك يؤخر مشروعه فقرر تمويل فيلمه في 1995 فأخرجه وصوره، وهكذا صار منتجا بفضل ماله الخاص.
في الخطوة الثانية وجد جون روكأنه يحتاج إلى موزع لأنه دون موزع لن يعيش أي فيلم… كان يعرف أهمية السوق لاستمرار تجربته.
بعد عدة محاولات لم يجد موزعا فانطلق بنفسه لتسويق فيلمه، وقد تمكن من بيعه لقناة art ومنذ تلك اللحظة صار بإمكانه تصوير أفلام جديدة.
هكذا وصف المتدخل مراحل الخطاطة الإنتاجية التي عاشها… فهم قواعد الإنتاج وصار يبيع أفلامه، ولاحظ أنه عندما تشتري التلفزة فيلما جاهزا فهي تدفع الثمن الذي تريده، أما حين تساهم مسبقا في الإنتاج فهي تضع موارد مالية أكبر… وصار يركز على الحالة الثانية. وقد أكد أنه حين يفكر في الإنتاج يتساءل ما هو الموضوع الذي سيهم الجمهور؟
وأكد على دور المنصات الرقمية وبث الأفلام لرفد الإنتاج بموارد جديدة… دون تمويل لن يستمر، ودون تسويق لا تمويل.

من جانبه، المخرج إدريس اشويكةأنه بدأ تجربته السينمائية في وسط بيئة سينيفيلية في سبعينات القرن العشرين لكنه بدأ في الإنتاج التلفزيوني في تسعينات القرن الماضي…
تحدث عن اتفاقات شراكة بين الدول الأفريقية وذكر مثالا عن شراكة انتاج مغربية تونسية…
كل فيلم لا يأخذ في اعتباره احتمال بثه ونشره سيكون توفير كلفة إنتاجه صعبا لأن ما لا يبث وما لا يوزع لن يعيش ولن يبني نمط إنتاج، والإنتاج الإفريقي ضروري لأننا في أفريقيا نسوق ونستهلك صورا أنتجت بعيدا عن أفريقيا.
حين لا يتبع الجمهور الأفلام فهي لن تنتج، واستشهد اشويكة بتمويل ذاتي مستقل تمكن من النجاح ذكر فيلم “الإخوان” الذي جلب جمهورا كبيرا وهذا هو أمل السينما المغربية.
وفي قراءته لاطوار الندوة يرى الناقد السينمائي محمد بنعزيز أنه تكرر في الندوة لفظ الجمهور والسوق أكثر مما تكرر مصطلح سينما المؤلف وهذا تقليد جديد في مهرجان دعم سينما المؤلف طويلا…
تساءل متدخل كيف يمكن تحويل إنتاج الأفلام إلى مصدر ثروة؟
لاحظ متدخل أن الأفلام الأجنبية وخاصة الأمريكية لها قوة كبيرة في جلب الجمهور… وأضاف أخر أن ميزانية نيتفليكس هي أكثر من كل صناديق الدعم مجتمعة… المال يسمع صوته. هنا الأهم ليس المخرج بل الجمهور الذي سيتابع هذا المنتوج…
بعدها تساءل متدخل سينغالي هل يتوافق التمويل الأجنبي مع توقعات الآباء المؤسسين للسينما الأفريقية؟
الأفلام مكلفة، مطلوب لا مركزة الإنتاج. لابد من تنويع التوزيع للوصول للجمهور.
ما يتسخلص من التدخلات التي عرفها هذا اللقاء انه مطلوب، وبحدة حل معادلة الإبداع والجمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق