طنجة.. المؤبد لحلاق أضرم النار في شقة زميليه بالبنزين و”حرق” أحدهما
رشيد عبود
أدانت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس الثلاثاء، المدعو (م.ف)، البالغ من العمر 26 سنة، المنحدر من مريرت، مهنته حلاق، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، من أجل إضرام النار العمدي في شقة سكنية للكراء مخصصة للعزاب، نتج عنه وفاة أحد زملائه في السكن، وإصابة آخر بحروق خطيرة.
وكان الضحية السمى قيد حياته (ب.ا)، المنحدر من مدينة مريرت أيضا، قد توفي، مساء الخميس، 20 يناير الماضي، داخل غرفة الإنعاش بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، التي كان يرقد بها في حالة غيبوبة تامة منذ 15 يوما، متأثرا بمضاعفات حروقه الخطيرة التي أصيب بها في أنحاء مختلفة من جسده، جراء تعرضه للحرق المتعمد بواسطة مادة سائلة شديدة الإشتعال “البنزين” داخل شقة يكتريها رفقة اثنين من زملائه.
وكانت فرق مكافحة الحرائق لدى القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بطنجة، قد تمكنت يوم الجمعة، 7 يناير المنصرم، من إخماد حريق مهول اندلع في ظروف غير محددة بشقة سكنية يكتريها ثلاثة عزاب تتواجد بحي العرفان2، بمنطقة بوخالف، بطنجة.
وأسفر الحادث الذي أثبتت التحقيقات أنه مدبر بفعل فاعل، عن إصابة شخصين بحروق خطيرة من الدرجة الثانية والثالثة، نقل الأول المنحدر من القنيطرة، على إثرها إلى مصلحة علاج الحروق بالمستشفى التخصصي القرطبي بطنجة لتلقي العلاج الضروري، بينما أدخل الثاني إلى غرفة الإنعاش، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخلها، فضلا عن تسجيل خسائر مادية فادحة في مرافق وتجهيزات الشقة المنكوبة.
وكانت الأبحاث المنجزة في القضية، قد قادت إلى توقيف زميل الضحيتين في السكن، والمتهم الرئيسي الحلاق (م.ف)، لوقوفه وراء الحادث الإجرامي، خصوصا بعد تعرضه لحروق طفيفة على مستوى اليد، ومحاولة تضليل المحققين حول هويته الحقيقية، بالإضافة إلى العثور على بقايا يعتقد أنها لمادة البنزين بأرضية الشقة، حيث تم وضعه تحت المراقبة الطبية بالمستشفى إلى حين تماثله للشفاء وإخضاعه للتحقيق، قبل تقديمه أمام النيابة العامة المختصة، التي أحالته بدورها على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الإبتدائية، طبقا للقانون والتي قالت كلمتها الفصل فيه أول أمس، بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
