![](https://alouma24.ma/wp-content/uploads/2022/05/nodrat-miyah-780x405.jpg)
الرباط- عبد الحق العضيمي
وصفت الحكومة وضعية الموارد المائية في المغرب بـ”المقلقة” و”الصعبة”، جاء ذلك على لسان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أول أمس (الاثنين).
وقال بركة جوابا على أسئلة تقدمت بها فرق الأغلبية المعارضة، إن “الوضعية المائية مقلقة وصعبة لعدة اعتبارات، أولها أن بلادنا مهددة بندرة المياه، لاسيما أن السنة الجارية كانت سنة جافة، وكانت لها انعكاسات كبيرة على الساكنة والقطاع الفلاحي”.
وبحسب المسؤول الحكومي، فإن الاعتبار الثاني يتمثل في “انخفاض الواردات المائية بنسبة وصلت إلى 84 في المائة مقارنة مع سنة عادية”، قبل أن يستدرك قائلا: “لكن بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها بلادنا خلال شهري مارس وأبريل تراجعت هذه النسبة إلى 45 في المائة”.
وذكر بركة بأن هذا التراجع في الموارد المائية بدأ منذ سنة 2018، وأضاف “على مدى خمس سنوات متتالية والمغرب يسجل تراجعا في موارده المائية، وهذا الوضع كان له وقع كبير على نسبة ملء السدود، التي تقدر اليوم بـ 33.7 في المائة، أي بحجم حقينة يبلغ 5 مليارات و440 مليون متر مكعب”.
بركة وهو يتحدث عن حجم تراجع الموارد المائية المسجل في السنوات الماضية، أشار إلى أن الانخفاض بلغ 54 في المائة سنة 2018، و71 في المائة في 2019، ثم 59 في المائة في سنة 2020، لينتقل إلى 84 في المائة في العام الماضي، و80 في المائة خلال السنة الجارية.
كما لفت بركة ضمن جوابه، إلى ارتفاع درجة الحرارة بدرجة خلال السنوات الخمس الماضية، كاعتبار ثالث لتراجع الموارد المائية، موضحا أن هذا الارتفاع يؤدي إلى تبخر المياه، وبالتالي يتسبب في إشكالات على مستوى التربة والري.
ولمواجهة هذا الوضع، كشف الوزير، أن الحكومة من أجل ضمان الأمن المائي للمواطنين، على 4 توجهات، منها الرفع من وتيرة تشييد السدود، حيث أفاد بأنه إلى حدود اليوم انطلقت عملية بناء 16 سدا، فيما الحكومة تراهن على بلوغ 20 سدا في أفق 2027، وقال إن “الوصول إلى هذا الهدف سيمكن من رفع حجم التخزين من 19 مليار متر مكعب إلى 24 مليار متر مكعب، وتابع “وهذا في حد ذاته أمر مهم”.
وزاد أنه “بحكم قلة التساقطات المطرية، لا يمكن أن نكتفي بالسدود فقط، بل من الضروري أن نستعمل ما هو مرتبط بتحلية المياه، ولأجل ذلك عملنا على وضع مخطط خاص لتحلية المياه بالنسبة للمناطق الساحلية، لأنه بفضل تحلية المياه سنتمكن من ضمان وصول الماء إلى المناطق الساحلية واستغلال مياه السدود في المناطق الداخلية”.
وبهذا الصدد، لفت الوزير إلى إنجاز مشروعي محطتي تحلية المياه بمدينتي الداخلة والدار البيضاء، بالإضافة إلى تشييد محطة أخرى بمدينة أسفي سيتم إنجازها من طرف المكتب الشريف للفوسفاط، وأخرى بالجرف الأصفر.
وفيما يخص معالجة المياه العادمة، قال وزير التجهيز والماء، إن “كمية المياه المعالجة في المغرب لا تتجاوز 70 مليون متر مكعب”، مشيرا إلى أنه يمكن تجاوز هذا الرقم بكثير والوصول إلى 700 مليون متر مكعب.
إلى ذلك، نبه بركة إلى أن المغرب يعرف إشكالات على مستوى هدر الإمكانات المائية، حيث يتم استغلال الفرشة المائية بشكل مفرط، بالإضافة إلى انتشار الآبار العشوائية وسرقة المياه، كاشفا عن ضياع ما بين 30 إلى 40 في المائة من الماء الصالح للشرب ومياه السقي بسبب عدم النجاعة، فيما يصل حجم المياه المسروقة إلى 40 في المائة من المياه الموجهة للفلاحة، على حد قوله.