اقتصاد

الكوارث تجبر أكثر من 6 آلاف جزائري على النزوح

حميد إعزوزن

تجاوز عدد الذين تركوا منازلهم قسرا بالجزائر، خلال سنة 2021، بحثا عن ملاذات آمنة بأماكن أخرى داخل بلادهم، ستة آلاف شخص، ذلك ما كشف عنه تقرير لمركز مراقبة النزوح الداخلي، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، والمجلس النروجي للاجئين (NRC).

وحسب الأرقام التي أوردها التقرير، فقد تسبب الكوارث الطبيعية في ستة آلاف و600 حالة نزوح داخلي في الجزائر سنة 2021، مقابل 10 حالات فقط بالمغرب، في حين أجبرت النزاعات والكوارث الطبيعية ملايين الأشخاص على النزوح داخل بلدانهم، خلال السنة الماضية، ما رفع العدد الإجمالي للنازحين إلى مستوى قياسي.

وتبقى الكوارث الطبيعية، رغم ارتفاع حالات النزوح المرتبطة بالصراعات،  السبب الرئيسي وراء معظم حالات النزوح الداخلي الجديدة (237 مليونا سنة 2021)، ويعزى ما لا يقل عن 94 بالمائة من حالات النزوح هذه إلى الكوارث الجوية والمناخية، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر تزداد تواترا وشدة بسبب تغير المناخ. وسجلت 70 بالمائة من حالات النزوح الداخلي المرتبطة بالكوارث الطبيعية سنة 2021 في الصين والفيليبين والهند.

وذكر التقرير ذاته، أن عدد النازحين داخليا بسبب الكوارث والصراعات بلغ 59.1 مليونا سنة 2021، نصفهم تقريبا دون سن الثامنة عشرة، ويستمر هذا العدد، الذي لا يشمل اللاجئين خارج بلدانهم الأصلية، في الارتفاع، ويفترض أن يبلغ مستوى قياسيا سنة 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذه المرة الثانية التي يبلغ فيها عدد النازحين داخليا مستوى قياسيا في عشر سنوات، بعد سنة 2020 التي شهدت عددا قياسيا من عمليات النزوح بسبب سلسلة من الكوارث الطبيعية.

وقال التقرير، إن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت المنطقة التي سجلت أكبر عدد من حالات النزوح الداخلي (العديد من الأشخاص تنقلوا مرات عدة) شملت أكثر من خمسة ملايين شخص في إثيوبيا وحدها، وهي دولة تعاني جفافا خطيرا، كما سجل عدد قياسي في الكونغو الديموقراطية وأفغانستان، حيث أجبرت عودة طالبان إلى السلطة بالإضافة إلى الجفاف، الكثير من السكان على الفرار من ديارهم، وفي بورما حيث سيطر الجيش على السلطة.

في المقابل، سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدنى مستويات نزوح منذ عشر سنوات، مع تراجع الصراعات في سوريا، وليبيا والعراق بعض الشيء، لكن العدد الإجمالي للنازحين في المنطقة ما زال مرتفعا، كما أنه ما زال لدى سوريا أكبر عدد من النازحين داخليا بسبب النزاع، 6.7 ملايين نهاية  سنة 2021، تليها الكونغو الديموقراطية (5.3 ملايين) وكولومبيا (5.2 ملايين) وأفغانستان واليمن (4.3 ملايين)، وفي أماكن، مثل موزمبيق وبورما والصومال وجنوب السودان، تتداخل الأزمات وهو أمر يؤثر على الأمن الغذائي ويفاقم هشاشة وضع ملايين الأشخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق