مصطفى قسيوي //
عقب تقليص الجزائر لصادراتها من الغاز لإسبانيا، كورقة ضغط وتهديد بعد اعتراف حكومة مدريد بالسيادة المغربية على الصحراء، حل أمس الثلاثاء، أمير قطر تميم بن أحمد آل ثاني، بالعاصمة مدريد، في إطار زيارة دولة ذات طبيعة اقتصادية تستمر لمدة يومين، سيلتقي خلالها الأمير القطري بالملك فيليب السادس، ورئيس الوزراء، بيدرو سانشيز.
وأفادت جريدة “اي بي سي” الإسبانية، بأن هاته الزيارة ستتوج بتوقيع اتفاقيات في عدة مجالات أهمها مجال الطاقة، إذ تبحث إسبانيا عن حل لأزمة إمدادات الغاز خاصة بعد الابتزاز الذي أضحت تتعرض له من قبل الجزائر الغاضبة على قرار مدريد الأخير القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، حيث تهدد برفع سعر الغاز وتقليص الإمدادات، كما تفرض على إسبانيا عدم استعمال أنبوب الغاز المغاربي في إطار شراكتها الاستراتيجية الناجحة مع المغرب.
وأضافت الجريدة الإسبانية، أن دولة قطر ستكون البديل المحتمل للغاز الجزائري، خاصة أن الدوحة تقر بأن زيارة أمير قطر إلى إسبانيا سيتم خلالها مناقشة قضية الطاقة .
ونقلت الجريدة ذاتها، عن “أنطونيو غاراميندي” رئيس أعلى هيئة اقتصادية في إسبانيا، قوله إن “قطر تعتبر سوقا أساسية للعديد من الشركات الإسبانية، حيث تم تنفيذ استثمارات ومشاريع كبيرة في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقات المتجددة والهندسة والبيئة، علاوة على ذلك، لا يمكننا أن ننسى الاستثمارات القطرية الكبيرة في إسبانيا من خلال صناديق الاستثمار أو بصفة شخصية، والتي ساعدت على تحسين قدرتنا على ريادة الأعمال، حيث تشير أحدث البيانات المتوفرة إلى أن وضع قطر الاستثماري في إسبانيا لديه رصيد يزيد عن 2600 مليون أورو”.
وأضاف المصدر ذاته، أن أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يرافقه في زيارته وفد كبير يضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير المالية والصناعة والتجارة، وممثل الدولة لشؤون الطاقة، حيث تعد قطر المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال في العالم، وقد تجاوزت صادراتها في أبريل 7.5 ملايين طن، وفقا لبيانات بلومبرغ، مما سمح لها بتجاوز الولايات المتحدة في هذا المجال، كما أن كل المؤشرات تدل على أن هذا الرقم سيستمر في الارتفاع في المستقبل، في وقت تبحث فيه أوروبا عن بدائل للغاز الروسي والجزائري.
ومن جهتها، كشفت وكالة الأنباء الاسبانية، أن أمير دولة قطر يقوم بزيارة إلى إسبانيا برفقة عقيلته الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، ووفد كبير، في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي عن مصادر بديلة للإمداد بالغاز، إذ أصبحت الإمارة شريكا مرغوبا فيه، بالنظر إلى السياق الدولي في ما يخص الطاقة، ونظرا لأن قطر لديها ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتعد الإمارة حاليا خامس أكبر مورد للغاز الطبيعي لإسبانيا، بعد الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا ومصر، بنسبة 4.4 في المائة من الإجمالي.
كما أوضحت وزارة الخارجية الإسبانية وشؤون الاتحاد الأوروبي في بيان لها أنه “بهذه الزيارة التي تأتي على أعلى مستوى، ترفع مملكة إسبانيا ودولة قطر العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي”، حيث سيقوم الجانبان برفع مستوى العلاقات الثنائية بتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات التعاون المختلفة، مثل الاقتصاد والاستثمار والتعليم والعدل والصحة والعلوم والطاقة وخاصة الغاز حيث أظهرت البيانات الأخيرة، أن الجزائر بدأت في تنفيذ تهديداتها الموجهة إلى اسبانيا، إذ انخفضت الواردات عبر خط أنابيب الغاز بنحو 25 في المائة خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بالمستويات المسجلة في منتصف مارس المنصرم، مما جعل إسبانيا تتجه إلى السوق الأمريكية والقطرية.