مجتمع

المضيق.. استمرار جرائم التعمير بـ”ليليا الجبل” الذي دشنه الملك

رشيد عبود //

تقدمت ساكنة المركب السكني “ليليا الجبل” الكائن بمدينة المضيق، عمالة المضيق/الفنيدق، بعدة شكايات إلى كل من عامل الإقليم “ياسين جاري” ، وباشا المضيق والقائد رئيس الملحقة الإدارية الثانية بالمضيق، وإلى رئيس جماعة المضيق، حول جرائم التعمير التي تمارس على مدار اليوم، أمام أعين السلطات المحلية والمنتخبة المعنية، وبمشاركة بعض أعضاء اتحاد الملاك “السانديك” – حسب الشكاية – بهذا المركب الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2014، وتكلفت بإنشائه مؤسسة العمران.

هذا، ودقت شكاية الساكنة المتضررة الموجهة إلى السيد العامل، ناقوس الخطر حول ما يجري بالمركب السكني المذكور من فوضى وتجاوزات عمرانية خطيرة في خرق سافر للقانون​ 25/90، المتعلق​ بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات وتنظيمها وتجهيزها، وضدا على القانون رقم 12.90، والقانون رقم 66.12 المتعلقين بمراقبة وزجر مخالفات التعمير والبناء، أمام صمت مشبوه للسلطة المحلية المعنية الخارجة عن التغطية.

وفي الوقت الذي تقف فيه الجهات المختصة، عاجزة كل العجز عن اتخاذ أي مبادرة حقيقية للحد من هذه الظاهرة التي تسيئ لجمالية وواقع المركب العمراني وتشوه منظره العام، فقد أصبحت الساكنة تنسج حكايات عجيبة عن طريقة اشتغال مافيا البناء الغير قانوني بالمنطقة، بتواطؤ مفضوح​ مع بعض الفاسدين الذين يشجعون على هذا المنكر، ومع الذين راكموا الثروات على حساب المصالح الحيوية للسكان، حيث تؤكد المصادر نفسها، بأن هذه المافيا تتحكم في كل شيء، وتتكلف بكل شيء يهم عملية البناء والزيادات العمودية والأفقية الغير قانونية من ألفه إلى يائه داخل المركب، خاصة بالليل وعند نهاية الأسبوع وخلال العطل الرسمية، بتوجيه من جهات خفية، في الوقت الذي يتساءل فيه السكان عن الهدف من وجود ملحقة إدارية بالمنطقة، وجدوى لجان المراقبة التي حلت بالمنطقة أكثر من مرة وعن مصير تقاريرها المنجزة، حيث مازالت تعاني فيه لحد الآن من مشاكل هيكلية عدة .

ومن أهم مظاهر الاستهتار بالقوانين المنتجة لظاهرة مخالفات التعمير بالمركب، والتي ارتفعت وثيرتها مؤخرا، قبيل موسم الصيف، بشكل غير مسبوق، عدم مراقبة أوراش البناء السرية/العلنية التي هي في طور الإنجاز، عدم مراقبة مدى قانونية رخص البناء والإصلاح، عدم وجود إرادة حقيقية وحازمة لدى بعض المسؤولين لدى الباشوية والقيادة والجماعة ومن يدور في فلكهم، في الانخراط الإيجابي لمحاربة الظاهرة، ولو في الحدود الدنيا في إطار الواجب المهني والاخلاقي، خصوصا وأن ورش إعداد التراب الوطني يتقاطع مع أوراش أخرى تهم محاربة الفساد، وهذا ما سيدفع بذوي النيات السيئة إلى مناهضة هذا التغير، خصوصا وأنهم نهبوا خيرات البلاد منذ عقود خلت، معيقين بذلك أسس التنمية المستدامة للمجتمع.

وكان عامل الإقليم، قد أكد في الرسالة الموجهة إلى باشا المضيق عدد 7798، نتوفر على نسخة منها، أنه وبخصوص المخالفات التعميرية التي تحدث بالمركب السكني ليليا الجبل، بمدينة المضيق، فقد تم إيفاد لجنة مختلطة لهذا المركب بتاريخ 12 نونبر 2018، حيث تبين بعد المعاينة وجود مجموعة من المخالفات في ميدان البناء والتعمير، وذلك دون الحصول على تراخيص قانونية من طرف المصالح المختصة.

كما أكدت رسالة العامل الموجهة لباشا المضيق، أنه تمت مراسة الأخير لتنفيذ توصيات اللجنة وذلك بإلزام المخالفين بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه في السابق، مع تطبيق المسطرة الزجرية في حقهم طبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في ميدان التعمير، وهي الأوامر والتعليمات العاملية (رغم صرامتها وجديتها) التي بقيت لحد الآن حبرا على ورق، بسبب عدم تجاوب السيد الباشا مع كتاب السيد العامل، لأسباب غير معروفة.

وبسبب تكريس “السيبة” والفوضى بالمركب، واستمرار جرائم التعمير نتيجة التجاهل المتعمد للباشا والقائد لتوصيات اللجنة المختلطة، وتعليمات ممثل جلالة الملك بالعمالة، بادرت الساكنة المتضررة الى مراسلة العامل “جاري” ، مرة أخرى من أجل تنفيذ توصيات اللجنة وتعليماته التي لا زالت جاثمة بمكتب الباشا تنتظر التنزيل منذ العام الماضي.

ويرى المتتبعون، أن الأطراف المتورطة في هذا الملف يتشابهون من حيث وظائفهم وتمثيليتهم ووأدوارهم، ويأتي في مقدمتهم بعض رجال السلطة وأعوانهم​ ممن يرفضون المفهوم الجديد للسلطة، ويصرون على الاستمرار عنوة في ممارستهم العدائية اتجاه الوطن، أما الطرف الثاني المتورط في هذا الملف فهم بعض (المنتخبين الفاسدين)، ابتداء من التغاضي عن البناء الغير المرخص، وانتهاء بتسليم شواهد إدارية تؤكد أن البناء قديم لاضفاء الشرعية عليه استعدادا لربطه بالخدمات الإجتماعية، الإنارة، الواد الحار، فثبوت البناء، ثم الحيازة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق