مصطفى قسيوي
من المنتظر أن يحل وزير الخارجية الإسباني، خوسي ايمانويل ألباريس، بالرباط الأسبوع المقبل، مرفوقا بوزير الداخلية، فيرناردو غراندي مارلاسكا، للقاء نظيريهما المغربيان ناصر بوريطة وعبد الوافي لفتيت .
وحسب جريدة “الإسبانيول”، فإن المسؤولان الإسبانيان سيناقشان مع نظيريهما بالمغرب ملف الهجرة الذي يرتبط مباشرة بقضية سبتة ومليلية المحتلتين في ظرفية يستعد فيها البلدان لإعادة فتح الحدود البرية بعد إغلاق دام أكثر من سنتين.
وفي هذا الإطار، ذكرت الجريدة الإسبانية، أن مدريد تريد تغيير إجراءات طلب اللجوء إلى المدينتين المحتلتين، وذلك في إطار محاولاتها تسريع إعادة المهاجرين غير الشرعيين، حيث تعمل على الحسم في الطلبات الموجهة إليها في مدة أقصاها 10 أيام، وهو الأمر الذي يتطلب تنسيقا مباشرا من المغرب، خاصة في ظل قرار المحكمة العليا في ماي من سنة 2021 القاضي بمنح الأشخاص الذين دخلوا بطريقة غير قانونية حرية التنقل في جميع الأراضي الإسبانية خلال مدة معالجة ملفاتهم، كما لم يعد من الممكن احتجازهم في مراكز الإقامة المؤقتة خلال هذه المدة.
وأشارت الجريدة ذاتها إلى أن المغرب ينوي رفع الحظر المفروض على عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين، وسيسمح بإرجاع القاصرين الذي دخلوا المدينتين دون أن يكونوا مرافقين بذويهم، كما سيتم وضع وسائط اتصال مباشرة بين الطرفين لتسهيل عملية الإعادة التلقائية للمهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء في ظرف 10 أيام في حال رفض ملفاتهم على أن يُرسل تقرير بذلك إلى الأمم المتحدة.
وتراهن إسبانيا منذ زمن بعيد على أهمية دور المغرب في معالجة الملفات المشتركة وفي مقدمتها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، في محاولة لوقف تدفّق المهاجرين الذين يسعون إلى الوصول إلى أوروبا، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، أنه لا يمكن تدبير مسألة الهجرة دون مساعدة المغرب، مشيدا في عدة مناسبات بتعاون المغرب في وقف تدفقات الهجرة ما يجعله شريكا استراتيجيا لإسبانيا وأوروبا، إذ يمثل المغرب ثاني أكبر دولة في القارة الإفريقية تتعاون في مجال الهجرة مع مدريد والاتحاد الأوروبي، بإجمالي مساعدات موجهة إلى دعم جهود محاربة الهجرة غير الشرعية تصل إلى 346 مليون أورو، 238 مليون منها تقريبا من صندوق الاتحاد الأوروبي الاستئماني، المخصص للطوارئ بالقارة الإفريقية.
يذكر أن وزير الخارجية الإسباني، الذي رافق رئيس حكومة مدريد في زيارته إلى الرباط بداية الشهر الجاري، بدعوة من جلالة الملك محمد السادس، حيث تم الاتفاق على إنهاء الأزمة الديبلوماسية بين البلدين، سيشارك أيضا إلى جانب وزير خارجية أمريكا وممثلي 80 دولة في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش ” المقرر تنظيمه يوم 11 ماي المقبل بمراكش.
