أصيلة.. 10 سنوات حبسا لـ”حدين” سائق شاحنة المخدرات الوهمي

رشيد عبود //
أسدلت المحكمة الابتدائية بأصيلة، بحر الأسبوع الجاري، الستار عن ملف قضية 10 أطنان من مخدر الشيرا التي ضبطتها عناصر الدرك الملكي نواحي مدينة أصيلة، شهر دجنبر الماضي، في عملية مشكوك في أمرها منذ البداية، خاصة طريقة ضبط الشحنة وتناقض أقوال السائق الوهمي المدعو (ع.حدين)، في عقده الثالث، الساكن بحي كاساباراطا بطنجة، من ذوي السوابق القضائية، في الإبتزاز والاتجار في المخدرات، من خلال تصريحاته المتضاربة التي لا تتناغم مع الوقائع، وعدم إحالة القضية للتحقيق لتعميق البحث.
وقضت المحكمة في الدعوى العمومية، بمؤاخذة المتهم (ع.حدين)، من أجل تقديم هبة قصد الامتناع عن عمل، والتهديد وحيازة سلاح من شأنه تهديد سلامة الأشخاص والأموال، وحيازة المخدرات، والمشاركة في محاولة الاتجار فيها وفي محاولة تصديرها على الصعيد الدولي، والمشاركة في محاولة نقلها، وخرق الاحكام المتعلقة بحركة وحيازة المخدرات داخل دائرة الجمارك، وإهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم، وتزوير صفائح مركبة، واستعمال شهادة تتضمن وقائع غير صحيحة لاتباث حق وبمعاقبته عن ذلك بعشرة سنوات (10) حبسا نافذا، وغرامة نافذة قدرها 500000 درهم، مع تحميله الصائر وتحديد الاجبار في الأدنى، وببراءته من باقي ما نسب إليه، وبإتلاف المخدرات والسلاح الأبيض ولوحات تسجيل السيارات ورخصة السياقة المؤقتة المحجوزين على ذمة القضية، وبمصادرة المبلغ المالي المقدر في 4800 درهم، والمبلغ المالي المقدر في 2000 درهم، وسيارة نفعية من نوع “رونو كونغو” ، كما قضت بأداء المتهم لفائدة إدارة الجمارك والضرائب الفير المباشرة غرامة مالية قدرها 437422740 درهما.
وكان الضنين “ع.حدين” المعروف بسوابقه في ابتزاز تجار المخدرات، قد تم توظيفه من طرف بارونين أحدهما يقبع حاليا في السجن، في تصفية حسابات، كان الهدف من ورائها إزاحة المنافسين والتربع على سوق المخدرات بأوروبا، مقابل حصوله على شقة ومبلغ مالي محترم، بإلإضافة إلى وعود وهمية باستصدار أحكام قضائية مخففة لصالحه.
وجاء هذا الحكم الصارم، كتصحيح لمسار القضية، وتفنيذا لروايات السائق الوهمي (ع.حدين)، التي لم تنطلي على فراسة القاضي الذي حاصره بمجموعة من الأسئلة أثناء مناقشة الملف، والتي كانت كافية للإيقاع به في بحر من التناقضات، وبالتالي تكوين قناعة الإدانة.
ومباشرة بعد النطق بالحكم دخل “حدين” في نوبة هيستيرية بالسجن المحلي بأصيلة لعدم وفاء مجنديه بالوعود الرامية إلى تخفيف الحكم عليه، وهدد جميع المتورطين بفضح المستور والكشف عن هوية من كانوا وراء عملية التخطيط، إن لن يتم تدارك الأمر في المرحلة الإستئنافية، وهو ما يعد بجلسات مثيرة ومشوقة بإستثنافية طنجة، حيث من المتوقع أن تطيح اعترافات السائق الوهمي “حدين” وهو المعروف بتهوره وجشعه، بأسماء وازنة في عالم المخدرت .
وكانت عناصر الدرك الملكي بكل من طنجة وأصيلة، قد رصدوا يوم الإثنين، 20 دجنبر الماضي، ضواحي طنجة ، قيام حارس شاحنة كبيرة المدعو (ع.حدين)، بتغيير الواحها الرقمية، قبل أن يحاول الفرار على متن سيارة نفعية صغيرة من نوع “رونو كونغو” ، وبعد تدخل العناصر المذكورة لتوقيفه وإخضاع مقطورة الشاحنة لتفتيش دقيق، تم العثور بداخلها على أكثر من 10 أطنان من المخدرات المعدة للتهريب الدولي معبأة بعناية فائقة في أكثر من 400 رزمة .
وبالانتقال إلى شقة سكنية تتواجد بمنطقة إيبيريا وسط مدينة طنجة في إطار البحث المنجز في القضية تعود ملكيتها لبارون المخدرات (ج)، تمكنت عناصر الدرك الملكي من الحجز على الملايير بالعملة الوطنية (الدرهم)، واليورو.
كما انتقلت مصالح المركزين بعد ذلك، إلى فيلا سكنية تتواجد بحي السوريين، حيث قامت بتشميعها، بعد القيام بإجراءات التفتيش لجميع مرافقها.
كما تم في ذات السياق، الانتقال في الساعة الأولى من صباح يوم الثلاثاء، 21 دجنبر الماضي، إلى شقة سكنية بحي البرانص لمتابعة عمليات التفتيش، حيث تم الحجز بها على سيارتين فاخرتين من نوع بورش، ومرسيدس، كما تم الحجز بمنزل يتواجد على مستوى شارع عبد الرحمان اليوسفي (السلام سابقا)، بحي كاسطيا على سيارة من نوع أودي ك8، وهي عمليات المداهمة والتفتيش التي جاءت في إطار الأبحاث القضائية المفتوحة للكشف عن هوية جميع المتورطين فيها وامتداداتها الإجرامية محليا ودوليا، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة.