حميد إعزوزن
تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني في جزيرة “مايوركا” من تفكيك واحدة من أخطر الشبكات الإجرامية التي تنشط في التهريب الدولي للمخدرات وغسل جزء من الأموال المتحصلة من عائدات هذا النشاط غير القانوني في المغرب.
وكشف الحرس المدني الإسباني، في بيان له، أن هذه العملية، التي أطلق عليها اسم”Origen” ، أسفرت عن حجز مخدرات مختلفة، ومواد تستعمل في تقطيعها، ومبالغ مالية مرتفعة، وسيارات فارهة، وذلك بعد أشهر من التحقيقات، نفذت خلالها عناصر الأمن ما مجموعه 53 عملية مداهمة وتفتيش، 48 منها في جزيرة مايوركا، وخمسة في مقاطعة تاراغونا (Tarragona)، التي تقع بمنطقة كاتالونيا.
وحسب المصدر، فقد انطلقت التحقيقات، التي أوصلت إلى تفكيك هذه الشبكة، سنة 2021، عندما اكتشفت عناصر الحرس المدني الإسباني في جزر البليار مجموعة من الأشخاص كانوا يدخلون مواد مخدرة إلى الجزيرة، وحدد المحققون منظمة تنشط بشكل خاص في تهريب المخدرات بمنطقة “سون بانيا”، حيث تم تفكيك خمس نقط بيع.
وأفاد المصدر ذاته بأن هذه الشبكة الإجرامية كانت مكونة من عدة مجموعات مختلفة مرتبطة ببعضها البعض وبأدوار مختلفة، وقد استخدمت قيعان مزدوجة في السيارات لإخفاء ونقل المخدرات والأموال، حيث تم العثور على مبلغ يقدر بـ 100 ألف أورو في إحدى العمليات في الجزء السفلي لسيارة قاموا بتكييفها بأنفسهم.
وذكر المصدر أنه تم استخدام جزء كبير من الأرباح التي تم الحصول عليها من الاتجار بالمخدرات لشراء منازل وسيارات فاخرة، منها تشييد مبان فاخرة في المغرب، مشيرا إلى أنه تم حجز خلال هذه العملية ثماني سيارات فاخرة تقدر قيمة كل واحدة منها بأكثر من 100 أورو، بالإضافة إلى تجميد 60 حسابا تجاريا والعديد من الأصول العقارية.
وخلال عمليات التفتيش تم العثور، خلال شهر مارس الماضي، على كمية كبيرة من مخدر” الشيرا” يصل وزنها حوالي طنا و400 كيلوغرام كانت موجهة للتخزين على مستوى ساحل مقاطعة كاستيلون، وكذلك تفكيك أربع مزارع للماريغوانا، ومصادرة كميات مختلفة من الكوكايين، و”الإكستاسي”، وأكثر من 170 ألف أورو.
ولتطوير العملية، قام الحرس المدني بتشكيل وحدة أمنية موسعة بمشاركة وحدات مختلفة من منطقة جزر البليار، بالإضافة إلى مجموعة العمل السريع (GAR)، ومجموعة الاحتياط والأمن (ARS) إلى مايوركا من مختلف المقاطعات، ومشاركة العديد من المتخصصين من مجموعة “Cynological”، التابعة لـ “Escuela del Pardo” (مدريد)، برفقة كلاب مدربة في البحث عن المخدرات والأموال والأسلحة، ودعم من الوحدة الجوية لجزر البليار.
