مجتمع

الفيضانات تقطع الطريق بشفشاون وتعزل ساكنة تطوان والمضيق ومرتيل و”ميني تسونامي” يضرب الجبهة

رشيد عبود //

تسببت السيول الجارفة الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق الشمال، خلال اَلـ24 ساعة الأخيرة، في قطع الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان والحسيمة، مؤقتا، وعزل عدة دواوير وقرى وأحياء سكنية بكل من شفشاون، تطوان، مرتيل والفنيدق.

وغمرت مياه الأمطار، قنطرة مؤقتة تتواجد بمنطقة ” عنيصر الجوع” قرب دوار أمطيل الواقعة على الطريق الوطنية رقم 2، ضمن النفوذ الترابي لإقليم شفشاون، نتيجة ارتفاع منسوب مياه واد “النخلة” ، حيث تسببت الأمطار انجراف التربة وسقوط الأحجار من المرتفعات على جنبات الطريق، في شل حركة السيارات والعربات في كلا الاتجاهين عند ملتقى طريق مولاي عبد السلام أو ما يعرف ب”كوشة المرابط” ، حيث اضطر بعض السائقين إلى تغيير الإتجاه عبر الطريق الوطنية رقم 16 (الطريق الساحلي).

كما تسببت الأمطار القوية المصحوبة بالرياح العاصفة، في هيجان البحر وإحداث “ميني تسونامي” الذي ضرب السواحل المتوسطية خاصة بشواطئ الجبهة، واد لاو، سطيحات، وغيرها، إذ تسبب ارتفاع الأمواج العاتية في تحطيم بعض قوارب الصيد التقليدي، وإتلاف مستلزمات ومعدات البحارة. الذين تكبدوا خسائر مادية فادحة في التجهيزات.

بدورها، عاشت ساكنة تطوان ومرتيل والمضيق، ليلة بيضاء، بسبب الفياضانات، بعدما تسربت المياه والأتربة والاأوحال إلى عدة منازل ومحاصرتها من كل جانب بكل من حومة البير، حي السدراوية، حي عيساوة، حي السكنى والتعمير، طريق مرجان، حي جبل درسة وغيرها بتطوان، وبحي أحريق، وحي الديزة القريبين من شاطئ البحر بمدينة مرتيل، حيث عملت السلطات المحلية إلى إغلاق الكورنيش احترازيا في وجه حركة المرور، فضلا عن قطع السيول للمسالك والطرق الرابطة بين تطوان والمضيق، خاصة الطريق الوطنية رقم 13، والطريق الإقليمية رقم 6.

إلى ذلك، ولتجاوز الوضع، فقد تشكلت لجان لليقظة والتتبع بالجماعات الترابية المعنية بهذه الفيضانات، مشكلة من السلطات المحلية والجماعة والوقاية المدنية، حيث باشرت تدخلاتها الميدانية في الأحياء التي تضررت عقب التساقطات المطرية الغزيرة.

وأسفرت هذه التدخلات الفورية، عن إنقاذ مجموعة من المنازل التي غمرتها مياه الأمطار أو مياه البحر بمدينة مرتيل، حيث قام عناصر الوقاية المدنية بإجلاء مجموعة من المواطنين بعد تكفل الجماعة بتكاليف إيواء و مأكل الساكنة المتضررة خاصة، كما أعطيت التعليمات لشركة النظافة بتوفير أكياس الرمال ووضعها في كل الأزقة المواجهة للبحر لتجنب وصول المياه لباقي المنازل.

وكانت مديرية الارصاد الجوية الوطنية، قد حذرت في نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر، من أمطارا قوية أحيانا رعدية ساهم يومي الاثنين، والثلاثاء، 4، و5 أبريل الجاري، عمالات وأقاليم شفشاون، والفحص-أنجرة، وتطوان، والمضيق- الفنيدق، والدريوش، والناظور.

وفي سياق متصل اتهمت جهات مدنية إفتقار الجماعات لبرامج استباقية لمواجهة هذه المخاطر وحماية أرواح الساكنة، بل وعدم توفرها على أي هيئة متخصصة في إدارة الكوارث الناتجة عن المخاطر الطبيعة، تكون مسؤولة أيضًا عن التنسيق والتعاون بين القطاعات التي تشمل الإدارات الوزارية ذات الصلة على المستوى الهيكلي.

ولعل تقرير مجلس الأعلى الحسابات الذي نشر سنة 2016، حول غياب البرنامج استباقية لإدارة الكوارث الطبيعية، لهو خير دليل عن نهج المقاربة التي تعتمد في حماية المواطنين، والمبنية أساسا على “رد الفعل” بدل “نهج استباقي” حيث ظل الاهتمام، بالأساس، على تدبير الحالات الاستعجالية عند ظهورها، بدلا من الاهتمام بتدابير الوقاية من المخاطر قبل حدوث الكارثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق