“قمة النقب”.. تأكيد على نبذ الإرهاب وتعزيز السلام وبوريطة يدعو إلى بناء دينامية سلام جديدة

مصطفى قسيوي
أجمع وزراء خارجية دولة الإمارات ومصر والمغرب والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل، في ختام “قمة النقب” التي انعقدت على مدى يومين على “نبذ الإرهاب، وتعزيز السلام”.
وفي كلمة له بالمناسبة، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى ضرورة بناء دينامية جديدة للسلام واتخاذ خطوات ملموسة تفتح آفاقا واعدة لكافة شعوب منطقة الشرق الأوسط.
وقال بوريطة، في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة الدبلوماسية، “يتعين علينا بناء دينامية وفق خطوات ملموسة تشعر بها الشعوب وتساهم في تحسين حياة العالم وتفتح، فضلا عن ذلك، آفاقا واعدة لشباب ولشعوب منطقتنا”. وأضاف “نحن هنا في النقب لكي نكون قوة تعمل من أجل السلام ولكي نقول إن حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ممكن، مؤكدا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتىء يدعم حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967”.
وفي السياق ذاته، شدد بوريطة على ضرورة حفظ أمن ومصالح إسرائيل، كما عبر عن امتنانه وتقديره للدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة في دعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولايات المتحدة لطالما كانت شريكا موثوقا يمكن الاعتماد عليه في بناء السلام .
وأبرز بوريطة، أن “قمة النقب حملت العديد من الرسائل الايجابية لشعوب المنطقة، ولكن أيضا رسائل واضحة وحازمة لمن يعملون بشكل مباشر أو من خلال الوكلاء، بأننا هنا للدفاع عن قيمنا وعن مصالحنا ولخلق رادع لحماية هذه الدينامية”.
ومن جهة أخرى، ذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بأن استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل لم يكن قرارا انتهازيا، بل خطوة تمت عن اقتناع، مبرزا الروابط المتينة التي ظلت قائمة بين المملكة المغربية والجالية اليهودية، وكذا الانخراط التاريخي للمغرب في عملية السلام.
وأضاف في هذا الصدد، أن “الدينامية الإقليمية مهمة جدا، وأيضا الاستقرار الإقليمي من أجل تعزيز السلام بين إسرائيل وفلسطين، والمغرب اضطلع بدور رائد في عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو مستعد اليوم، أيضا، للمساهمة في إعطاء دفعة جديدة لهذه الدينامية”.
ولدى استعراضه لآفاق العلاقات المغربية- الإسرائيلية، سجل بوريطة أنه منذ التوقيع على الإعلان الثلاثي بالرباط، تم إحراز الكثير من التقدم، مشيرا إلى العديد من الزيارات المتبادلة وإطلاق رحلات جوية وتنظيم لقاءات واجتماعات مكثفة.
وأكد في هذا الإطار، أن هذه العلاقات ستشهد قريبا دينامية مهمة ستساهم بشكل أكبر في تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات، لا سيما من الناحية الدبلوماسية.
وخلص وزير الخارجية المغربية إلى القول “نحن هنا اليوم لأننا فعلا نؤمن بالسلام، ليس السلام الذي نتجاهل فيه بعضنا البعض، ولكن السلام المرتكز على بناء القيم والمصالح المشتركة والسلام الذي يبعدنا عن الحرب”.
ومن جهته، أشاد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في ختام “قمة النقب”، باتفاقيات إبراهام للسلام، مؤكدا أنها “جعلت حياة السكان أكثر استقرارا وازدهارا، فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي “الفلسطينيين لاعتماد مسار مستقبل مشترك للازدهار والنجاح”، قائلا :”نصنع التاريخ اليوم بناء على التسامح والتطور والتعاون”.
وبخصوص إطلاق النار في الخضيرة، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن “هدف الإرهابيين إخافتنا ومنع لقاءاتنا والاتفاقات بيننا لكنهم لن ينجحوا في ذلك”، وفي معرض حديثه عن إيران قال إن “تعزيز العلاقات مع الشركاء العرب سيردع إيران”.
أما وزير الخارجية المصري، فأكد على “أهمية حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود 1967” مشيرا بالقول، “نسعى لتعزيز مجالات التعاون بما يعود بالنفع على المنطقة” وأضاف “المسار الذي وضعناه مع إسرائيل منذ 43 عاما كان مثمرا ويبيّن أهمية الاستقرار في المنطقة”.
بدوره، قال وزير خارجية البحرين، إن “البحرين تستمر في الدعوة للتفاوض على حل يضمن حماية مصالح إسرائيل والفلسطينيين معا” في ما أدان “الهجوم الإرهابي في إسرائيل ونقف موقفا حازما ضد العنف بجميع أشكاله”.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإماراتي، على أن “إسرائيل جزء من هذه المنطقة منذ وقت طويل وحان الوقت لنعرف بعضنا”، وأضاف “من الواضح أن هناك إمكانيات كبيرة تنتج عن الاتفاقات مع إسرائيل”، وتابع “300 ألف إسرائيلي زاروا حدث إكسبو 2020 في دبي مما يؤكد أهمية تعزيز العلاقات”، وأفاد “نسعى لخلق مستقبل مختلف والبناء على أمل أفضل بالنسبة لأولادنا وأبنائهم”.
يذكر أن “قمة النقب” التي انعقدت على مدى يومين بإسرائيل، بحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب والبحرين وإسرائيل ناقشت الاتفاق النووي الإيراني والحرب المستمرة في أوكرانيا، إضافة إلى الملف الفلسطيني.