المغاربة قلقون من تلوث المياه والنفايات أكثر من تلوث الهواء وتغير المناخ
حميد إعزوزن
تصدر تلوث المياه والنفايات قائمة مخاوف المغاربة المرتبطة بالبيئة، بينما لا ينظرون إلى تلوث الهواء وتغير المناخ بنفس الأهمية، ذلك ما توصلت إليه دراسة لشبكة “البارومتر العربي” البحثية المستقلة.
وكشفت الدراسة، التي بنيت على نتائج استطلاعات للرأي، أن 58 بالمائة من المغاربة يعتبرون التلوث المائي مشكلة خطيرة للغاية، ليكون بذلك المغرب هو البلد الأقل قلقا من هذه المشكلة البيئية، من بين 12 دولة شملها الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين كانت ليبيا هي الأكثر قلقا، حيث اعتبر 83 بالمائة من مواطنيها تلوث المياه مشكلة خطيرة جدا، تليها العراق (81 بالمائة)، وتونس (77 بالمائة)، ثم السودان (77 بالمائة)، ومصر واليمن (74 بالمائة)، ولبنان (66 بالمائة)، والأردن (64 بالمائة)، وفلسطين (62 بالمائة)، والجزائر (59 بالمائة).
وأظهرت الدراسة، التي استندت إلى استطلاعات الدورتين الخامسة والسادسة من الباروميتر العربي حول هذا الموضوع، أن 47 بالمائة من المغاربة يعتبرون مشكلة النفايات خطيرة جدا، بينما سجلت أعلى نسبة من القلق بهذا الخصوص في ليبيا كذلك (88 بالمائة)، وبعدها العراق (78 بالمائة)، وتونس (77 بالمائة)، ولبنان (71 بالمائة)، واليمن (66 بالمائة)، والسودان (65 بالمائة)، وفلسطين (62 بالمائة)، والأردن (60 بالمائة)، ومصر (56 بالمائة)، والجزائر(50 بالمائة).
أما بخصوص جودة الهواء، فقد اعتبرها 41 بالمائة من المغاربة، وفق ما جاء في الدراسة ذاتها، خطيرة للغاية، بينما عبر 57 بالمائة من الليبيين عن قلقهم بهذا الخصوص، في حين بلغت هذه النسبة 55 بالمائة في لبنان، و52 بالمائة في السودان، و51 بالمائة في مصر، و49 بالمائة في الأردن، و43 بالمائة في توس، في حين سجلت أدنى نسبة في الكويت (25 بالمائة).
أكثر من 46 بالمائة من المغاربة قلقون بشأن التغيرات المناخية، ذلك ما كشفت عنه نتائج استطلاع أجراه معهد الاقتصاد والسلام (IEP) ، وهو مؤسسة بحثية عالمية مستقلة متخصصة في دراسات وبحوث السلام والاقتصاد والأعمال.
وحسب الدراسة، فإن 37 بالمائة من المغاربة، يعتقدون أن تغير المناخ يمثل تهديدا، بينما أظهر الأشخاص المستطلعة آراؤهم في لبنان (51 بالمائة) أعلى مستوى من القلق بشأن التغيرات المناخية بينما لم تتجاوز هذه النسبة 40 بالمائة في باقي دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعتبر المخاوف بشأن خطورة تغير المناخ أكبر بالنسبة للأشخاص ذوي التعليم الجامعي (48 بالمائة) في المغرب، مقارنة بذوي التعليمي الثانوي (31 بالمائة. وتتباين المواقف تجاه البيئة حسب المجال الحضري/ القروي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يعتبر تغير المناخ أكثر خطرا من قبل المواطنين الذين يعيشون في المناطق القروية، مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، خاصة في فلسطين واليمن والسودان والأردن والجزائر.
من جهة أخرى، يعتبر المواطنون في المناطق الحضرية في المغرب وتونس واليمن، مشكلة النفايات تحديا خطيرا جدا، بينما تعتبر قضية أكثر خطورة في المناطق القروية في السودان، والمثير للدهشة أن تغير المناخ ليس مصدر قلق بيئي رئيسي للشباب العرب مقارنة بأقرانهم في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، يعبر الشباب المغاربة والسودانيون على أنهم قلقون أكثر من نظرائهم الأكبر سنا بشأن هذه القضية.
وأظهرت الدراسة، أن 50 بالمائة من المغاربة يرون أن الحد من التلوث البيئي يجب أن يكون على رأس أولويات الإنفاق الحكومي، بالمقابل فإن حماية البيئة لا ترتقي إلى مستوى الأولويات لدى المواطنين العرب، حيث يقول سبعة بالمائة فقط أو أقل من المواطنين في ستة دول عربية، شملتها استطلاعات “البارومتر العربي” أن الحد من هذا المشكل يجب أن يكون على رأس أولويات الإنفاق الحكومي، ويفضل 9 بالمائة فقط أو أقل في سبع دول شملها الاستطلاع أن تستهدف المساعدات الخارجية البيئة.