المنتج السينمائي أيوب المحجوب عاشق جمالية الصورة في عصر الصورة

تزخر ساحة الفن والإبداع بالسينما المغربية بطاقات شابة استطاعت أن ترسم لنفسها طريق النجاح بالمعرفة والدراسة والمثابرة وبصمت مشوارها الفني بأعمال تشهد لها بالكفاءة المهنية وعشق الانتماء لفضاء الصورة والصوت ومن بين هذه الطاقات المفعمة بالحيوية والطموح يبرز اسم المخرج الشاب أيوب المحجوب ابن المنطقة الجنوبية العزيزة ، وهو شاب استطاع فرض اسمه على قائمة المخرجين الشباب الذين سيكون لهم باع طويل في المجال .
ولج أيوب المحجوب مجال السينما من بابه الواسع ، بتأسيس شركة ” Plot pictures”، أيمانا منه أن العمل الفني الجيد يتطلب المال والاستثمار قبل أن يكون وسيلة لكسب المال ، ولعل هذا ما جعله ينجح في أول خطوة فنية له وفي أول عمل فني بعنوان “السداب” وهو الفيلم الوثائقي الذي تكلف بإنتاجه الذي تطلب 60 مليون سنتيم دفعها المنتج الشاب أيوب المحجوب من ماله الخاص قبل أن تقتنع بعمله هذا إحدى القنوات الخليجية التي ساهمت فيما بعد في التمويل وكذلك الأمر بالنسبة للمركز السينمائي المغربي الذي ساهم بجزء من تكلفة انتاج هذا الوثائقي الذي أراد من خلاله المنتج أيوب المحجوب إلى جانب المخرج عمر ميارة خريج مدرسة حكيم بلعباس، أن يميطا اللثام عن مهنة “السداب” مروض الإبل التي عرف بها أهل الصحراء ، حيث سافرا بنا عبر رحلة بين أحضان صحراء مدينة السمارة رفقة بطل الفيلم مروض الإبل الموريتاني لينقلا للجمهور الواسع طقوس مهنة “السداب” المنتشرة بالمناطق الجنوبية ولا يخبر شعابها وتشعباتها إلا القليل من أبناء الصحراء نظير محمد لمين بطل الفيلم ، مروض الإبل الموريتاني الذي خبر أسرار ترويض الإبل منذ الصغر ليصبح أحد أبطال سباق الهجن ،ليكشفا معه بالكاميرا و عبر مراحل كيف يقوم بهذه المهمة وحتى يصبح الجمل مروضا وذلك في رحلة تجمعه عن طريق الصدفة بابن وطنه محمد راعي الإبل دون أن يحسا للحظة بالغربة خلال فترة تواجدهما في وطنهما الثاني المغرب الذي يترددان عليه بين الحين والآخر كلما دعت الضرورة إلى ترويض إبل .
وبعد تجربة “السداب” ،استطاع المنتج الشاب أيوب المحجوب أن يخرج إلى الوجود الفيلم الأمازيغي “ميثاق ” للمخرج الطموح حسين حنين الذي جرى تصويره بضواحي مدينة تازة بتكلفة فاقت 40 مليون كتمويل ذاتي ، ثم بعده فيلم « les femmes bleu »، إلى جانب السيناريست عمر ميارة و المخرج خالد التاقي، وهو الفيلم الذي تم إعداده بشراكة مع القناة الثانية ويجري حاليا محاولات توزيعه بالخارج ، لتأتي بعد ذلك تجربة فيلم ” نخلة الحب ” مع السيناريست نجيب عبد اللطيف ، والمخرجة المغربية الشابة هبة الشعاري، التي تحضر لدكتوراه في السينما بكندا ، والذين آمنوا جميعا بفكرة هذا الفيلم القصير الذي يتطلب تكلفة كبيرة ،حيث يتم العمل حاليا على هذا العمل بإنتاج مشترك مع القناة الأولى على أن يتم توزيعه بالخارج.
ويعد المنتج والمخرج ومدير التصوير الشاب أيوب المحجوب الذي يستعد لإنتاج أفلام طويلة ومسلسلات عبر شركته في الإنتاج ” Plot pictures”، منتجا سينمائيا شابا، حاصلا على شهادة الماستر في التواصل السمعي البصري والإنتاج السينمائي، أنتج عدة أفلام وثائقية وروائية ناجحة وذات قيمة فنية كبيرة حول الثقافة والصحراوية الحسانية، ما جعله أول منتج شاب ينطلق بكل طموح وإصرار في هذا المجال الذي به الكثير من الخصاص بالمغرب على المستوى التقني والفني.
و يتميز المنتج الشاب الحائز على عدة جوائز سينمائية مهمة داخل وخارج أرض الوطن، برؤية فنية متميزة تجعله يستطيع اختيار المشاريع الناجحة وهي لا تزال في مرحلة الكتابة، لدرجة أن العديد من الحرفيين السينمائيين يرون فيه منتجاً سينمائيا كبيرا في المستقبل، سيحرك عجلة الإنتاجات السينمائية الصحراوية بشكل غير مسبوق، سيما أن السينما المغربية في حاجة إلى منتجين يقدرون قيمة الأعمال الفنية أولا قبل التفكير في كلفتها وعائداتها .