
مصطفى قسيوي
مباشرة بعد إعلان اسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي اعتبرته بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية، عادت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، إلى مدريد .
وفي تصريح لوكالة “إيفي” الإسبانية، قالت بنيعيش عقب وصولها إلى العاصمة الإسبانية، ” إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى العمل في مدريد وأن نعزز العلاقات بين إسبانيا والمغرب كما حددت”، مشيرة إلى أن “مرحلة وصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين ستبدأ وستمثل مرحلة هامة”، في الوقت الذي ثمن فيه المغرب دعم إسبانيا اقتراح المغرب بالحكم الذاتي للصحراء، وهو الموقف الجديد الذي تتشاركه أيضا الولايات المتحدة.
وفي رد لها على الموقف الجزائري الغاضب عن القرار الإسباني، أكدت حكومة مدريد أنها أبلغت الجزائر مسبقا بدعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
كما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، “إيزابيل رودريغيز”، أن تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب هو “نبأ سار”، قائلة في حوار خصت به جريدة “لاراثون”، ” ينبغي أن نرحب بالنبأ السار المتمثل في تدشين هذه المرحلة الجديدة من العلاقات القائمة بين إسبانيا والمغرب، البلدان الجاران اللذان تجمعهما علاقات تاريخية” .
وأشارت المسؤولة الإسبانية إلى أن هذه المرحلة الجديدة ” تضمن الاستقرار الضروري … وستمنحنا اليقين، إن على المستوى السياسي أو من حيث انعكاساتها الإيجابية على التجارة بين إسبانيا والمغرب” .
وأضافت المتحدثة ذاتها ، “لقد قمنا بتعهدات متبادلة وعملنا على احترامها، من بينها، الامتناع عن الإجراءات الأحادية، الحفاظ على تواصل سلس وصريح، قصد الاستمرار في تعزيز تدبير تدفقات الهجرة. المفتاح سيكون هو التعاون”.
وبعد تجديد التأكيد على موقف بلادها بخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضحت رودريغيز أن الاتفاق بين البلدين يكتسي طابعا نموذجيا، لاسيما في هذه الفترة المضطربة المطبوعة بالأزمة الأوكرانية.
ومن جهتهم، أكد قياديون في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم، أن موقف الحكومة الإسبانية الجديد بشأن الصحراء المغربية، “قرار شجاع”، يبشر بعهد جديد في العلاقات بين البلدين.
وقالت نائبة الأمين العام للحزب، “أدريانا لاسترا”، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، إن دعم الحكومة الإسبانية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي قصد تسوية الخلاف حول الصحراء، “بشرى سارة” من شأنها إيجاد الظروف الملائمة لقيام “علاقات جديدة مع المغرب”.
واعتبرت أدريانا، أن الموقف الجديد لبلادها حول الصحراء المغربية، يلبي احتياجات إسبانيا والمغرب، مشيرة إلى أن اعتماد هذا القرار يندرج في إطار “التعاون والاحترام” القائم بين البلدين.
أما زعيم الحزب الاشتراكي الكتالوني ووزير الصحة السابق، “سلفادور إيلا” فقد وصف من جهته القرار بـ “الشجاع والواقعي”.
وقال إن هذا القرار “يحترم سيادة كل الدول ويفتح مرحلة جديدة في العلاقات مع المغرب، ما يعد أمرا مهما في هذه الظرفية”، مؤكدا أن الموقف المعبر عنه من طرف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، هو القرار الصحيح، لأنه ” يسمح بتقوية العلاقات مع بلد مهم للغاية بالنسبة لإسبانيا وشريك استراتيجي مثل المغرب” .
وبدوره دافع وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، “لويس بلاناس”، عن قرار الحكومة ، بدعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقال بلاناس، أن موقف الحكومة الإسبانية استمرارية ، لما دافعت عنه في سنتي 2007 و 2008.
و أضاف أن القرار الإسباني لا يتجاهل سياق إطار عمل الأمم المتحدة.
وشدد بلاناس على أنه من المهم جدا ، وجود علاقات “ثقة” بين إسبانيا والمغرب، معتبرا أن الدعم ” قرار ممتاز لعودة علاقات الثقة في جميع المجالات بين البلدين، خصوصا أن المغرب هو واحد من الجيران الثلاثة لإسبانيا، إلى جانب فرنسا والبرتغال.
وفي أول تعليق رسمي للأمم المتحدة بعد الدعم الإسباني للحكم الذاتي في الصحراء، دعت الأمم المتحدة صباح أمس الاثنين إلى ضرورة حل النزاع في الصحراء ” بالالتزام الكامل من جميع الأطراف بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، “ستيفان دوجاريك”، أن “جميع الأطراف المعنية عليها دعم جهود المبعوث الشخصي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، الهادفة إلى استئناف العملية السياسية”.