دوليسياسة

لا يعول عليها .. إسبانيا تعتمد على غاز أمريكا لتعويض غاز الجزائر

مصطفى قسيوي

أمام عجز الجزائر عن توريد إسبانيا بالغاز بالكميات الكافية جراء تبعات قرارها إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوروبي من طرف واحد ، وبعد حدوث اضطرابات متكررة في سلسلة التوريد عبر الحلول البديلة المقترحة من طرف الجزائر، قررت  السلطات الإسبانية عدم الاعتماد على الغاز الجزائري والاتجاه نحو الولايات المتحدة الأمريكية .

وحسب وسائل إعلام إسبانية ، فإن سلطات مدريد ومنذ إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، سجلت حدوث اضطرابات متكررة في سلسلة التوريد عبر الحلول البديلة المقترحة من طرف الجزائر التي واجهت مشاكل فنية تتعلق بخططها لتوسيع طاقة خط أنابيب الغاز “ميدغاز”، مما تسبب في ارتفاع تكلفة النقل مع زيادة الطلب و تفاقم أزمة الطاقة في إسبانيا و جميع أنحاء أوروبا، حيث اتهمت إسبانيا الجزائر بعدم احترام وعدها بتزويدها بالغاز بكميات كافية، تماشيا مع الالتزامات المتفق عليها.

ونتيجة لذلك أصبحت مدريد لا تثق في الجزائر، حيث اتجهت إلى السوق الأمريكية قصد الحفاظ على أمنها الطاقي، وبدأت في الاستغناء عن الغاز الجزائري للشهر الثاني على التوالي ، في الوقت الذي عززت فيه الولايات المتحدة مكانتها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي إلى إسبانيا ،إذ تجاوزت مشتريات هذه المادة الأولية من الولايات المتحدة المشتريات من الجزائر، التي كانت تعد المزود الرئيسي حتى نهاية السنة الماضية .

وحسب معطيات تم نشرها من طرف النشرة الإحصائية للشركة المشرفة على منظومة الغاز الإسباني “إيناغاز”، والتي أشارت إلى أن إسبانيا اشترت في فبراير الماضي 12 ألفا و472 جيغاوات/ساعة من الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة مقابل 8 آلاف و801 من الجزائر، فقد شكل وزن الغاز الطبيعي الأمريكي 32,9 في المائة من إجمالي الواردات الإسبانية، بينما جاءت الجزائر في المرتبة الثانية بنسبة 23,2 بالمائة ، فيما وصلت جميع كميات الغاز القادمة من الولايات المتحدة إلى إسبانيا عن طريق ناقلات الغاز على شكل غاز طبيعي مسال، بينما تم نقل كل الغاز القادم من الجزائر عبر خط أنابيب الغاز “ميدغاز”، الذي تشوبه عدد من الأعطال التشغيلية منذ قرار الجزائر الأحادي الجانب ،إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي كبدها خسائر مادية فادحة ،حيث كانت هي الخاسر الأكبر من هذا القرار الطائش الذي تقف وراء اتخاذه نزعات عدائية للجوار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق