الحبوب الأوكرانية.. المغرب من بين الدول التي ستتأثر من توقف الصادرات

حميد إعزوزن //
أدرج تقرير صادر عن معهد كييل (Kiel Institute) الألماني للاقتصاد العالمي المغرب من بين الدول الإفريقية التي يتوقع أن تتأثر من استمرار وقف صادرات الحبوب الأوكرانية، والتي لا يمكن لمصادر الإمداد الأخرى أن تحل محلها حتى على المدى الطويل.
وحسب تقرير المعهد الألماني، فإنه من المرجح أن تنعزل أوكرانيا مبدئيا عن الاقتصاد العالمي بسبب انقطاع خطوط التجارة وتدمير البنية التحتية، واحتمال توجيه جميع عوامل الإنتاج المتبقية نحو اقتصاد الحرب، حيث يعتبر هذا البلد الأوربي من أهم مصدري الحبوب في العالم، وخاصة بالنسبة لأفريقيا.
وأشار التقرير إلى أنه في حال خروج أوكرانيا من منظومة التوريد، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة الغذاء، إذ تزود أوكرانيا دول شمال إفريقيا بشكل خاص بكميات كبيرة من الحبوب، متوقعا في هذا السياق أن ينخفض إجمالي واردات المغرب من القمح بـ 6.2 بالمائة، بينما ستكون مصر من بين البلدان الأشد تضررا، حيث سينخفض إجمالي وارداتها من هذه المادة الحيوية بـ 17.5 بالمائة، وستتراجع واردات تونس بنسبة تزيد عن 15.2 بالمائة، وواردات إثبوبيا، بـ 9.4 بالمائة، وكينيا، بـ 7.9 بالمائة، وأوغندا بت 7.1 بالمائة، وجنوب إفريقيا بـ 7 بالمائة، والموزمبيق، بت 6 بالمائة.
وبخصوص واردات الحبوب الأخرى، فذكر التقرير أنها ستراجع في المغرب بت 2.2 بالمائة، في حين ستنخفض بشكل ملحوظ في تونس(24.8 بالمائة)، ومصر(16.9 بالمائة)، وجنوب إفريقيا(16.5 بالمائة)، والكاميرون (14 بالمائة) والجزائر وليبيا (9.6 بالمائة).
وتسهم روسيا وأوكرانيا، حسب التقرير، بحوالي 30 بالمائة من صادرات القمح العالمية علاوة على كميات كبيرة من الأعلاف الحيوانية وزيوت الطعام، وتأثر مستوردو الحبوب على مستوى العالم بشدة من ارتفاع الأسعار، وبلغ القمح أعلى مستوياته منذ 14 سنة إثر التوقف المفاجئ للصادرات الأوكرانية والانخفاض الحاد في صادرات روسيا، حيث أدت الأزمة بين البلدين إلى إغلاق موانئ تصدير الحبوب.
وغي سياق متصل، توقعت “منظمة الأغذية والزراعة” التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن ترتفع الأسعار العالمية للأغذية والأعلاف بنسبة تتراوح ما بين 8 بالمائة و20 بالمائة نتيجة الأزمة الأوكرانية، ما سيؤدي إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في شتى أنحاء العالم.
وفي تقييم أولي للأزمة الروسية الأوكرانية، قالت الفاو إنه لم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على جني المحاصيل إذا طال أمد هذه الأزمة، إلى جانب حالة من عدم اليقين تحيط أيضا بصادرات الغذاء الروسية، علما أن روسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم، بينما تأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة، وتوفران معا 19 بالمائة من الإمدادات العالمية من الشعير، و14 بالمائة من إمدادات القمح، و4 بالمائة من الذرة، وهو ما يشكل أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.