مرضى ضعف المناعة الأولي مهددون بالموت بسبب فقدان دواء “الإيمينوغلوبيلين”
رشيد عبود //
أفادت مصادر متطابقة، أن العشرات من المرضى المصابين بضعف المناعة الأولي، أصبحوا مهددين بالموت المحقق بسبب فقدان دواء “الإيمينوغلوبيلين” الذي يستعملونه للتخفيف من تبعات المرض، والإستمرار على قيد الحياة والعيش بشكل عادي وطبيعي، حيث يتعين استعماله كل شهر للرفع من مستوى المناعة في جسم المريض.
وحسب المصادر ذاتها، فقد لاحت في الأفق أزمة فقدان هذا الدواء الذي يستورده مركز تحاقن الدم من الخارج، بسبب انعدام أجهزة استخلاص المادة الضرورية المشتقة من بلازما دم المتبرعين لصنع هذا الدواء بالمغرب، ابتدأت منذ شهر فبراير الماضي، بعد ما تفاجؤوا بوقف دعم الدواء من صنف 5 ميلغرام الذي كان يباع لهم قبل الأزمة بسعر 1130 درهما، وبالتالي أصبحوا مطالبين باقتناء الدواء الذي هو من صنف 10 ميلغرام الذي يصل سعره إلى 4800 درهم.
وطالب المرضى المتضررين، في اتصالهم بالجريدة، من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالتدخل العاجل لإيجاد حلّ لهذه المعضلة الصحية، مشددين على ضرورة أن تتفق الوزارة ومركز تحاقن الدم من أجل العمل على توفير الدواء لهذه الفئة المعرضة بفقدان حياتها في أية لحظة وحين، بسبب مضاعفات المرض حيث يصبح جسم المريض في ظل انعدام الدواء، عرضة للإصابة بجميع الأمراض والجراثيم والفيروسات المعدية التي قد تؤدي به نهاية المطاف للوفاة، نتيجة نقص المناعة.
ويعتبر ضعف المناعة الأولي، مرضا وراثيا يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويسمى أوليا، لأنه خلق معهم وليس مكتسبا كداء السيدا، وتكون مناعة المرضى المصابين بهذا الداء ضعيفة جدا ولا يقوون على مقاومة الجراثيم.
وتتمثل أعراض هذا المرض أساسا، في الإسهال الحاد، الحمى والتعفنات المتكررة في الرئة والأذنين، التهاب الرئة والأنف والأذنين، حيث يصل الأمر إلى القصور الرئوي وصعوبة التنفس.
وحسب الدكتور “أحمد بوصفيحة” المتخصص في الأمراض المناعية، وممثل جمعية “هاجر لمساعدة المصابين بضعف المناعة الأولي” (ض.م.أ)، مقرها الدار البيضاء، فإن هذا المرض يعد من مجموعة تضم 300 مرض نادر.
وأكد الدكتور بوصفيحة، بأن 70 % من المرضى يحتاجون من حقنة إلى 4 من الإيميوكلوبين البالغ ثمنها 4.800 درهم للحقنة كل شهر مدى الحياة، و20% إلى عملية لزرع النخاع العضمي الغير متوفرة حاليا في المغرب، حيث جرت سنة 2010 خمس عمليات جراحية فقط لضعف المناعة، وذلك رغم وجود أطباء ممن تدربوا على العملية بالسعودية و تونس وفرنسا.
وأشار بوصفيحة، أنه وحسب السجل المغربي، فإن هناك حوالي ألف شخص مصاب بهذا المرض، غير أن هناك أكثر من هذا العدد لمرضى يعيشون بدون تشخيص ويجهلون مرضهم، مما يؤكد على ضرورة أن يحظى المرض والفئات المعنية به باهتمام أكبر في إطار الحق في العلاج والحياة.