مجتمع

طنجة.. تألق كبير للدكتورة المغربية الشابة “حارص” في جامعة McGill الكندية

رشيد عبود //

انطبعت صورة نمطية في أذهان الكثيرين عن علاقة الشباب المغاربي مع أوروبا، بأنها رحلة قوارب موت إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط، تنتهي بالغرق أو الضياع في ازدحام شوارع المدن الصاخبة، غير أن هذه الصورة السلبية ما تلبث أن تتبدد بمعرفة قصص عشرات المغربيات والمغاربة الذين حققوا نجاحات علمية ومهنية كبيرة انعكس أثر بعضها على العالم.

وقد بزغ نجم عدد من الشباب المغربي في ميادين البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة في بلدان أوروبية وأميركية، أشادت بهم مختلف وسائل الإعلام الدولية، ما جعل منهم أدمغة مغربية مهاجرة بمثابة سفراء لبلدهم، غير أنهم يطمحون للعودة إلى البلاد للمساهمة في تنميته وازدهاره.

إنها قصص ناجحة عديدة لمن استطاعوا أن يجدوا لهم موطئ قدم في مؤسسات بحثية وعلمية مرموقة في الغرب، منهم من تألقوا في وكالات الفضاء بالولايات المتحدة الأميركية واليابان، وآخرون توصلوا إلى اكتشافات علمية طموحة.

وحقق​ت المرأة المغربية بالمهجر، العديد من النجاحات الإستثنائية والرمزية في العديد من الميادين، سواء السياسية او الاجتماعية او في المجالات الاقتصادية والثقافية، حيث جاء هذا التتويج نتيجة قيامهن بجهد استثنائي يوميا من أجل النجاح وإعطاء اسرهم مكانة لائقة ومتميزة، وعلى جميع المستويات، وهو نموذج لكفاح المغربيات بديار المهجر االواتي اخترن الهجرة بمحض إرادتهن بحثا عن فرص جديدة وأفضل في التعليم والعمل من أجل التألق وتمثيل الوطن أحسن تمثيل، مؤمنات بأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة.

ومن بين الشابات المغربيات الرائدات دوليا في الميدان العلمي بالخارج، توجد الدكتورة الشابة “ريم حارص” في عقدها الثاني، والتي يمكن اعتبارها من بين أنجح المغاربة حاليا في المجالات الأكاديمية في العالم، بعدما تمكنت ورغم حداثة سنها من حجز مقعد لها كأستاذة وباحثة معتمدة تصول وتجول في مدرجات الجامعة الدولية للتسيير المالي والمقاولات مكغيل بمونتريال بكندا McGill حيث تدرس لعشرات الطلاب من مختلف جنسيات العالم.

وتفوقت سفيرة العلوم بالمهجر​ “ريم حارص” منذ نعومة أظافرها، قبل أن يقودها الإصرار وروح التحدي وطلب العلم بكبريات الجامعات الدولية، إلى تحقيق حلمها وتصبح أستاذة جامعية بأكبر جامعة بكندا، وباحثة في الرياضيات التطبيقية
وتطبيقاتها في مجالات إدارة العمليات.

واستطاعت “حارص” أن تتفوق سنة 2014، في اجتياز مباراة الدخول إلى مدرسة البوليتكنيك (école polytechnique) والتي تعد أفضل مدرسة للهندسة بالعاصمة الفرنسية باريس، إذ درست هناك ولمدة 3 سنوات، الرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسوب، وتخرجت ضمن لائحة الـ25 الأوائل للطلبة المهندسين المتفوقين من جنسيات عالمية، قبل أن تحصل مؤخرا على الدكتوراه في تخصص الرياضيات التطبيقية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بمدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت المرأة المغربية والعربية والأفريقية الوحيدة في دفعتها.

وموازاة مع دراستها الثانوية بطنجة، مثلت ريم حارص المغرب بالمسابقه العالمية للاولمبياد بألمانيا سنة 2009، واحتللت المرتبه الأولى ضمن الفريق المغربي، وكانت تعتبر الفتاة الوحيدة ضمن ذلك ذلك الفريق، حيث درست الدكتورة حارص في الأقسام التحضيرية بطنجة، قبل أن تلتحق بقسم المتفوقين في السنة الثانية بثانوية مولاي يوسف للاقسام التحضيرية بطنجة MP.

وخلال مسيرتها الدراسية والعلمية الناجحة بالمهجر، وبعد حصولها على ديبلوم مهندس ماجستير في الرياضيات التطبيقية من مدرسة البوليتكنيك الفرنسية، ودبلوم الدكتوراة العليا في الرياضيات التطبيقية وإدارة العمليات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأمريكا MIT، حازت الدكتورة المغربية ريم حارص على عدة جوائز تقديرية على بعض ابحاثها، كنا تم مؤخرا اختيارها ضمن أفضل عشر مواهب شابة من قبل مبادرة Tizi (مبادرة طارق بن زياد)، لسنة 2020، بالإضافة إلى اختيارها ضمن أفضل مرشحين اثنين في فئة البحث والتعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق