دوليسياسة

حكومة مدريد تواجه ضغوطات داخلية واتهامات بمحاباة الجزائر

مصطفى قسيوي //

مع استمرار الأزمة الديبلوماسية المفتعلة بين المغرب واسبانيا والتي عجزت الجارة الشمالية عن بذل مساعي جدية لإيجاد حل لها، أصبحت حكومة مدريد تواجه ضغوطات داخلية ومطالب بتسريع المفاوضات مع المغرب لطي الخلاف الذي كلف اسبانيا غاليا.
وفي مقال لها تحت عنوان “سانشيز يضحي بعلاقته بالمغرب لإرضاء الجزائر ومليلية تعاني العواقب”، ذكرت جريدة “مونكلوا” الإسبانية، ” أن تأثير سياسة وزير الخارجية الإسبانية السابقة، “أرانتشا غونزاليس لايا”، مازال ساريا، رغم إرسالها إلى باريس لإبقائها بعيدًا عن الحكومة، حيث إن أسلوب لايا في الدبلوماسية لا يزال كامنًا إلى حد كبير في الحزب الاشتراكي الإسباني القائد للحكومة، إذ أعاد بيدرو سانشيز فتح الجروح التي لم تندمل بعد مع المغرب بعد اجتماعه قبل أسبوعين في بروكسيل مع زعيم جبهة البوليساريو، المدعو إبراهيم غالي”.
وأضافت الجريدة الإسبانية ذاتها، أن” رد فعل المغرب سابقا بما وصفته بـ”غزو” سبتة المحتلة على أيدي المهاجرين في شهر ماي 2021 لم يكن كافياً لرئيس الحكومة،إذ أنه بعد أسابيع من الاجتماع بين سانشيز وإبراهيم غالي، عانت مليلية المحتلة هي الأخرى “غزوا” جديدا من قبل من أكثر من 2000 مهاجر مغربي، و نظرا لكون التركيز ينصب على الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يقر أي شخص في الحكومة علنًا بأن انزعاج المغرب من لقاء سانشيز بغالي قد أثر مرة أخرى على المدينتين المحتلتين”.
وشدد المصدر ذاته على أن “النزوح الجديد الأخير للمهاجرين نحو مليلية المحتلة لا يمكن السيطرة عليه،فيما يسمى بالفعل أكبر قفزة فوق السياج في تاريخ المدينة” ، فيما رجحت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية أن “هذه الاعتداءات الجماعية ” ليست عفوية كما هو واضح ولكن هناك تنظيم وراءها وسببية بسبب لقاء سانشيز بغالي الذي اعتبرت الجريدة الإسبانية أنه أغضب المغرب وهو ما ” ؤتمت ترجمته بالسماح لأزيد من 2500 مهاجر جنوب إفريقي بالقفز على سور مليلية المحتلة في عملية قالت الصحيفة إنها شبيهة بما حدث في سبتة المحتلة، والتي وصفتها بـ”أكبر هجرة جماعية في تاريخ المدينة”، وهو الأمر الذي رفض المغرب اعتباره كذلك،حيث قالت الحكومة المغربية، إنها تتعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية في المملكة من منظور إنساني، حيث إن المغرب ينتهج مقاربة إنسانية في التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية، ويعمل بشكل مكثف من أجل مراقبة سواحل المملكة التي تتجاوز 3500 كيلومتر، إذ أن المغرب ليس بلد عبور فقط ولكن أيضا بلد استقبال “.
كما اعتبر وزير الخارجية الإسباني في تصريح لقناة “سيكستا” الإسبانية،أن المدينة المحتلة لم تعرف توافد كل ذلك الكم الكبير من المهاجرين السريين منذ أشهر،وأنه على اتصال بالسلطات المغربية لتقييم الوضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق