نورالدين عفير //
اعتبرت صحيفة “لا راتون” الإسبانية، أن لقاء رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مع المدعو إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، خلال قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، التي نظمت في بروكسيل، تؤكد التناقض القائم بين أقوال وأفعال المسؤولين الإسبان في علاقتهم مع المغرب.
وكشفت “لا راتون”، أن المقابلة التي خصها بيدرو سانشيز لزعيم الانفصاليين، “توضح أن المملكة المغربية كانت محقة في عدم تصديقها للكلمات الرائعة للمسؤولين الإسبان”، مشيرة إلى أن “هذا الاجتماع الذي يثير العديد من التساؤلات والشكوك، هو عنصر ضد الإرادة الحقيقية للحكومة الإسبانية لإقامة علاقات القرن الحادي والعشرين مع جارتها الجنوبية”، كاشفة أن الإجراءات يجب أن تكون متزامنة مع الكلمات، ومؤكدة أنه “حتى الآن، علينا أن ندرك أن المغرب لم يتلق سوى الكلمات التي لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على مؤلفيها. لذلك لا يزال المغرب يأمل في أن تترجم إسبانيا نواياها الطيبة إلى أفعال”.
وخلال قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، كان رئيس الحكومة الإسباني هو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي التقى بزعيم البوليساريو، حيث أفادت “لا راتون” في هذا السياق “كان غالي آخر من غادر الفندق، وكان أيضا الشخص الوحيد الذي لم يسمح له بالتقاط صورة مع قادة الاتحاد الأوروبي الثلاثة الذين استقبلوا رؤساء الوفود الإفريقية (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي)”، مضيفة أنه “عندما دخل إبراهيم غالي القاعة، كان القادة الأوروبيون الثلاثة قد غادروا بالفعل المنصة حيث كانوا يستقبلون القادة الأفارقة الآخرين، حيث لم يتبادل إبراهيم غالي كلمة واحدة مع أي من القادة الأوروبيين، باستثناء واحد: بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية”.
وتساءلت الصحيفة الإسبانية “كيف نفسر هذه المقابلة؟ من ناحية أخرى، هناك تصريحات شبه يومية لوزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الذي خرج لصالح التقارب مع المغرب، والذي ينقل النوايا الحسنة لرئيس الجهاز التنفيذي من أجل طي صفحة الأزمة بين مدريد والرباط. ولكن هناك أيضا، من ناحية أخرى، هذه الحقائق والأفعال المشكوك فيها، والتي تقضي على النوايا الحسنة التي عبر عنها الوزراء الإسبان فيما يتعلق بالمغرب”.
وطرحت الصحيفة ذاتها، عدة تساؤلات عندما كتبت “كيف يمكن التظاهر بالرغبة في بناء علاقة القرن الحادي والعشرين مع المغرب وفي نفس الوقت لمواجهة بقايا الحرب الباردة المتجذرة في القرن العشرين؟ ماذا نصدق: جهد اللغة لقلب صفحة الأزمة، أم هذه الأعمال المخالفة للتصريحات الشفهية؟”.